العدالة الإجتماعية في قطاع الصحة
أولاً: مفهوم العدالة الاجتماعية
كلمة العدالة مشتقة من العدل، والْعَدْل: خِلاَفُ الْجَوْرِ، وَهُوَ فِي اللُّغَةِ: الْقَصْدُ فِي الأْمُورِ، وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الأْمْرِ الْمُتَوَسِّطِ بَيْنَ طَرَفَيِ الإْفْرَاطِ وَالتَّفْرِيطِ، الْعَدَالَةُ فِي اللُّغَةِ التَّوَسُّطُ، وَالاِعْتِدَال: الاِسْتِقَامَةُ، وَالتَّعَادُل التَّسَاوِي، وَالْعَدَالَةُ صِفَةٌ تُوجِبُ مُرَاعَاتُهَا الاِحْتِرَازَ عَمَّا يُخِل بِالْمُرُوءَةِ عَادَةً ظَاهِرًا[1].
ولما كانت كلمة العدل من الوضوح في أذهان الناس نجد أكثر المفسرين قد عرَّفوها ببعض أفرادها، يقول الإمام ابن عطية([2]) رحمه الله: “العدل فعل كل مفروض من عقائد وشرائع وسير مع الناس، في أداء الأمانات، وترك الظلم، والإنصاف، وإعطاء الحق”([3])، ويقول فخر الدين الرازي رحمه الله: “العدل: الأمر المتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط”([4])، ويقول غيره: “العدل: التساوي في الشيء، وإيصال الحقوق إلى أربابها من أقرب الطرق”([5])، ويقول صاحب (النظريات السياسية الإسلامية): “العدل هو تنفيذ حكم الله”.. وقريب من ذلك كلام الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله حيث قال: “المراد بالعدل ما شرعه الله على لسان رسوله r من الحدود والأحكام”([6])، وفي موضع آخر من تفسيره يقول: “العدل: أداء الحقوق كاملة موفورة، بأن يؤدي العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق المالية والبدنية والمركبة منهما في حقه وحق عباده، ويعامل الخلق بالعدل التام، فيؤدي كل وال ما عليه تحت ولايته، سواء في ذلك ولاية الإمامة الكبرى، وولاية القضاء، ونواب الخليفة، ونواب القاضي”([7])
[1] لسان العرب، المصباح المنير، التعريفات للجرجاني، المفردات للأصفهاني مادة (عدل)
([2]) أبو حيان، البحر المحيط (5/529).
([3]) أبو حيان، البحر المحيط (5/529).
([4]) الرازي، التفسير الكبير (20/104).
([5]) رشيد رضا، المنار (5/172)، د. محمد محمود حجازي، التفسير الواضح (1/28).