مشاهدة مباريات كأس العالم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فإن الأصل في الأشياء الإباحة؛ لكن هذه البراءة الأصلية لا بد أن نستصحب معها جملة من المحاذير التي يجب اجتنابها عند مشاهدة تلك المباريات:
أولها: تضييع الصلوات؛ فإنه لا خير في عمل يلهي عن الصلاة، والله جل جلاله ذم قوماً {أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا} وحال كثير من الناس أنه قد يؤدي به إدمان مشاهدة كرة القدم ومتابعة أخبارها إلى تضييع الصلوات من حيث الأصل، أو تضييع إقامتها مع جماعة المسجد، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام؛ ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس؛ ثم أخالف إلى رجال يصلون في بيوتهم فأحرق عليهم بيوتهم).
ثانيها: تضييع السعي على الواجبات المنوطة بكل واحد منا؛ كطلب العلم الواجب على العبد طلبه، أو الضرب في مناكب الأرض لإطعام الأهل والعيال.
ثالثها: ما يصحب تلك المباريات من مشاهد مخالفة للشرع كصور النساء المتبرجات فواجب على العبد أن يغض بصره. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه (لا تُتبع النظرةَ النظرةَ فإنما لك الأولى وعليك الثانية)
رابعها: على العبد أن يحذر من أن يوالي كافراً عدواً لله ورسوله أو يعادي مؤمناً ولياً لله ورسوله؛ من أجل كرة القدم؛ فما ينبغي أن تهتز عقيدة الولاء والبراء من أجل أمر هو في غايته (لعبة)
خامسها: تجنب الإسراف في تلك المشاهدات؛ فإن الله تعالى سائلنا عن أعمارنا في أي شيء أذهبناها؛ أفي حق أم في باطل؟ أفي خير أم في شر؟ فيا ضيعة الأعمار تمضي سبهللا، والعاقل من أعد للسؤال جوابا (عن عمره فيما أفناه).
ولقد صدق في وصف تلك اللعبة من قال في حقها وحق مدمنيها:
أمضى الجسور إلى العلا * بزماننا كرة القـدم
تحتل صـدر حيـاتنا * وحديثها في كل فم
وهي الطريق لمن يريـ * ـد خميلة فوق القمـم
أرأيت أشهرَ عندنـا * من لاعبي كرة القدم؟!
أهم أشـدُّ توهجـا * أم نار برقٍ في علم؟!
لهم الجباية والعطـاء * بلا حدود والكـرم
لهم المزايا والهبـات * وما تجود به الهمـم
ولعالِمٍ سهرَ الليا * ليَ عاكفاً فوقَ القلمْ
ولزارعٍ أحيا الموا * تَ فأنبتتْ شتّى النِّعمْ
ومقاتلٍ حُرمَ السُّها * دَ ولمْ يزلْ رهنَ الحممْ:
بعضُ الفتاتِ لكي تعيـ * ـشَ عَلِيّةً كرةُ القدمْ!
فبفضلها سيكون هـ * ـذا الجيلُ مِن خيرِ الأممْ!
وبفضلها يأتي الصبا * حُ وينتهي ليلُ الظُّلَمْ!
وتُرَدُّ ص h يونُ التي * ما ردَها عِلمٌ وفَهمْ!
كرةُ القدمْ..
الناسُ تســهَرُ عندها * مبهورة حتى الصباحْ
لتشاهدَ الفرسانَ يعـ * ـتركونَ في ساحِ الكفاحْ
يعلوْ الهتافُ وتملأ الـ * آفاقَ أصواتُ الصياحْ
هذا يشجعُ لاعبا * هذا جناحٌ، ذا جَناح
اللاعبونَ أُسُودُ غا * بٍ يمْسحونَ لظى الجراحْ
فيعانَقونَ، يطوَّقو * نَ الوَردَ أو زهرَ الأَقاح..
وإذا دعا داعي الجhا * دِ وقالَ: حيّ على الفلاحْ
هيا إلى ردّ العدوِّ * المستكنّ على البِطاح
غطّ الجميعُ بنومهمْ * فوزُ الفَريقِ هوَ الفَلاح!!
فوز الفريق هو السبيـ * ـلُ إلى الحضارة والصلاحْ
وإلى اعتلاء العابرا * تِ، إلى الفضا فوقَ الرياح
والعلمُ من لغوِ الحديـ * ـث، ودربهُ وخْزُ الجِراحْ
كرة القدمْ..
صارت أجلّ أمورنا * وحياتنا هذا الزمنْ
أكلتْ عقول شبابنا * ويهودُ تجتاح المدن
وعَويلُ أطفالٍ يتامى * جُرّعوا كاسَ الحزَنْ
كم مسلمٍ فقدَ الرعا * ية والحماية والسكنْ
كم جائعٍ.. والمالُ يُهـ * ـدَرُ.. لا حسابَ ولا ثمن
صارت أجـــلَّ أمــــورنـــا * وحياتَنا هذا الزمن
ما عاد يشغلنا سواها * في الخفاء وفي العلنْ
واللاعب المقدام تَصـ * ـنعُ رجلُه مجـدَ الوطنْ
عجباً لآلاف الشباب * وإنهم أهـل الشـيمْ
صرفوا إلى الكرة الحقيـ * ـرة فاستبيح لهم غنمْ
دخل العـدو بلادهم * وضجيجُها زرعَ الصمَمْ
أيسـجل التاريخ أنَّـــــــ * ـــــــــــا أمـةٌ مسـتهتـرة؟!
شهدت سقوط بلادها * وعيونها فوق الكرة؟!!