خطيبي يسمع الموسيقى ويصافح النساء
السلام عليكم، تقدم لخطبتي شاب يقول عنه مرافقوه أنه على خلق ودين؛ يصلي كل أوقاته في المسجد وتمت الخطبة، ولكن من خلال بعض المكالمات الهاتفية تبين لي أنه لا يبالي ببعض الأمور، مثل المصافحة والاختلاط والموسيقى، ويرى أن السلفية مجرد مدرسة إسلامية مثلها مثل الصوفية، مع العلم أنه كان أحد كوادر التحالف الديمقراطي في الجامعة؛ فما هي درجة التدين المطلوبة في الخاطب؟ وهل التزامه بصلاته يكفي على أمل أن يتغير؟ فأنا أريد رجلاً ملتزماً يعاونني على البر والتقوى وما المقصود بالكفاءة؟ فهناك بعض الفوارق الأكاديمية والاجتماعية! علما بأني على درجة من الالتزام ومنقبة! – بماذا تنصحون؟ هل أفسخ الخطبة؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإنني أسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، والكفاءة معناها مماثلة الخاطب للمرأة المخطوبة في التدين والسلامة من العيوب والأمراض البدنية التي توجب الخيار؛ لأن الله تعالى قال ((والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات)) وقال ((الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك)) والصفات التي تطلب في الكفاءة تتمثل في الدين؛ فلا تزوج مسلمة من كافر ولا عفيفة من فاجر، ثم السلامة من العيوب المؤثرة والمانعة من الاستمتاع كالجنون والبرص والجذام والجب والاعتراض والخصاء والعنة. ولا يعتد في الكفاءة بالنسب ولا الغنى ولا المهنة والحرفة ولا السن؛ لقوله تعالى ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم))
والتدين المطلوب في الخاطب أن يكون مواظباً على الفرائض متوقياً للمحارم، وفي أخلاقه أن يكون مجانباً لخصلتين رديئتين هما الكذب والبخل، والذي أراه لك أن هذا الرجل ما دام حريصاً على الصلاة في المسجد، وهو ذو خلق حسن فما ينبغي رده للأمور التي ذكرت؛ خاصة وأنها تشتبه على كثيرين من الخيرين بسبب نشأتهم في أناس لا يرون بها بأسا، وإني لأعرف ناساً من أهل الدين والخلق لكنهم ابتلوا بحب الموسيقى أو مصافحة النساء؛ إما لأنهم قد وجدوا من أهل الدين من يفتيهم بالجواز وهم يثقون به، أو لأنهم شبوا وشابوا على ذلك؛ لكن في دينهم متانة وفي أخلاقهم استقامة، ويمكن إن شاء الله بعد الزواج أن يكون نقاش في هدوء تصلان به إلى الحق والهدى، والله المستعان.