دخول الحائض المسجد لدروس التحفيظ
هل يجوز دخول الحائض للمسجد بغرض تعلم القران علماً بأن الدراسة تتم في غرفة داخل حوش المسجد وبعيدة عن مكان الصلاة؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فلا يجوز للحائض دخول المسجد؛ إلا مرورا شأنها في ذلك شأن الجنب؛ وقد قال الله تعالى: {ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا} وقال النبي صلى الله عليه وسلم “فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب” رواه أبو داود وابن ماجه، والمقصود بالمسجد المكان الموقوف للصلاة، أما الأماكن التي تُتخذ كمصليات مؤقتة كالمكاتب والأماكن المستأجرة فلا ينطبق عليها هذا الحكم؛ لأنها تتحول إلى أغراض أخرى بعد انقضاء مدة الإجارة، فليس لها أحكام المساجد.
وكون تلك الدروس في غرفة بعيدة عن المصلى يتيح للحائض حضورها أخذاً بقول المالكية رحمهم الله تعالى الذين لا يعدون فناء المسجد منه ويبيحون للحائض والجنب دخوله، والله تعالى أعلم.