وقع على بهيمة فهل نأكل لحمها؟
هل يجوز أكل لحم وشرب حليب الشاة التي وقع عليها الإنسان بمعنى فعل فيها أكرمكم الله؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فقد أجمع أهل العلم على تحريم إتيان البهيمة، وأن من فعل ذلك فقد أتى إثماً عظيماً، ثم اختلفوا فيما يجب نحوه، وهل تؤكل البهيمة أو لا؟
فذهب الشافعي وأبو يوسف إلى أن حدَّه حدُّ الزنا، وذهب أبو حنيفة ومالك والشافعي ـ في قول له ـ إلى أنه يوجب التعزير فقط؛ إذ ليس بزنا، وذهب الشافعي ـ في قول له ـ إلى أنه يقتل؛ استدلالاً بما رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة} وهذا الحديث مختلف في تصحيحه. وبما رواه ابن ماجه في سننه من حديث إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {من وقع على ذات محرم فاقتلوه ومن وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة}
والعلة في قتل البهيمة ما روى أبو داود والنسائي أنه قيل لابن عباس: ما شأن البهيمة؟ قال: ما أراه قال ذلك إلا أنه مكروه أن يؤكل لحمها. وقال بعضهم: بل لئلا يقال: هذه التي فعل بها كذا. وقيل: بل لئلا تأتي بمولود مشوه.
وقد ذهب إلى تحريم لحم البهيمة المفعول بها وإلى أنها تذبح عليٌّ رضي الله عنه والشافعي في قول له وذهب الشافعي ـ في قول له ـ وأبو حنيفة وأبو يوسف إلى أنه يكره أكلها تنزيهاً فقط، والعلم عند الله تعالى.