قضايا معاصرة

التعامل مع الفتيات في العمل

ما حدود التحدث مع الفتيات في العمل؟ علماً بأني شاب؛ وفي أوقات معينة يتطلب العمل المخالطة؛ فما هي الحدود؟ فأنا أتعامل مع الناس دائما بالابتسامة والضحك، ونيتي لا تحمل أي شيء تجاه أحد، فقط أحب أن أكون حلو المعشر يحب الناس التعامل معه، ونيتي يحاسبني الله عليها؛ فهو أعلم بي منها. أرجو الرد لأني غير راض عن نفسي في التعامل المغلق تماماً، وعن نظرة البعض لي بأني لست حلو التعامل، إلا أني لا أرضى إلا ما يرضاه الله لي.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فمما ينبغي أن يُعلم ابتداء أن الاختلاط الحاصل في مؤسسات العمل وقاعات الدرس مما لا يرضاه الله تعالى، وهو مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي فصل بين الرجال والنساء في أطهر البقاع وهي المساجد؛ فكان للرجال صفوف وللنساء صفوف، وللرجال باب وللنساء باب، وقال {خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها} وقال {لو تركتم هذا الباب للنساء} وفي مجالسه المباركة عليه الصلاة والسلام كان النساء يجلسن خلف الرجال ويطرحن أسئلتهن، دون أن تحصل مخالطة أو ملابسة؛ بل أمر عليه الصلاة والسلام النساء بألا يزاحمن الرجال في الطرقات؛ فقال لهن {تنحين، عليكن بحواف الطريق} وهذا كله سعياً لسلامة القلوب وطهارة الأعراض.

لكن مع هذا أقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحسن التعامل مع النساء، وهو خير الناس خلقاً عليه الصلاة والسلام فيتكلم معهن متى ما دعت لذلك حاجة، ويلقي عليهن السلام {مرحباً بأم هانئ} ويقضي حوائجهن {انظري يا أم فلان أيَّ طرق المدينة شئت أذهب معك حتى أقضي حاجتك} وهكذا ينبغي لك أن تنزل كل مسلمة منزلة أختك من نفسك؛ وانظر ما تحب من الناس أن يأتوه إلى أختك فافعله مع بنات المسلمين، وليس من لوازم التزام حدود الله أن تكون عبوس الوجه مقطب الجبين؛ بل لا مانع من الكلام لحاجة مع طلاقة الوجه وحُسن اللفظ؛ قال تعالى ((وقولوا للناس حسنا)) واحرص عافاك الله على البعد عن مواطن الريبة، وإياك والتوسع في المباح لأنه قنطرة إلى الحرام، والله الموفق والمستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى