العقيدة

الدعاء والقضاء

كنت قد داومت علي دعاء الله جل وعلا أن يحقق لي رغبة معينة لا تتعارض مع ديننا الحنيف، وسؤالي: إن حقق الله لي تلك الرغبة هل هناك دعاء معين أقوله أو فعلاً أفعله شكراً لله تعالى. وإن لم تحصل لي تلك الرغبة بل حصل لي عكسها أو لم يحصل لي شيء كيف اتصرف اعتقادأ وعملاً. أرشدونا جزاكم الله خيرا

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

فقد أمرنا ربنا جل جلاله بالدعاء واللجوء إليه سبحانه فقال {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ} وقال {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} وعلَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يرد القدر إلا الدعاء، وأن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وأن ندعو الله ونحن موقنون بالإجابة؛ فالمطلوب من المسلم إذا نزل به بلاء أن يصدق في اللجوء إلى ربه سبحانه وتعالى ويلح عليه بالدعاء ولا يستبطئ الإجابة، فإن البلاء من قدر الله، والدعاء من شرعه سبحانه، والعاقل يتعامل مع القدر بالشرع؛ ويأخذ بالأسباب النافعة مع اعتقاده بأن الله تعالى فعال لما يريد، ولا يقع في كونه إلا ما قدَّره، وأنه {لا يُسأل عما يفعل} وأن أمر المؤمن كله خير فإن أصابته سراء شكر؛ فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيراً له. فلا تنافي بين الصبر على قضاء الله، وبين الدعاء بأن يرفعه سبحانه بما شاء.

ومتى ما حصلت للعبد نعمة فإنه يُشرع له أن يسجد لله تعالى سجدة تسمى سجدة الشكر، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابته نعمة خرَّ لله ساجداً، ولربما اكتفى بأن يقول: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأما إذا لم يحصل للعبد مراده فعليه أن يرضى بقضاء الله عز وجل ويستسلم لحكمه سبحانه ويعلم يقيناً أن ما أصابه لم يكن ليخطأه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، والله الموفق والمستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى