حدود التعامل بين الجنسين في الجامعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا طالب في كلية الصيدلة، وهي كلية عملية، ونضطر للتعامل مع الطالبات؛ فإذا طلبت مني إحدى الطالبات أن أشرح لها شيئاً لم تفهمه في المنهج باعتباري طالب متفوق؛ هل أوافق أن أشرح لها؟ هل يجوز ذلك أو لا يجوز؟
كما أننا نتواصل عبر الفيسبوك هل يجوز لي التواصل معهم من خلاله؟ وما هي الحدود في التواصل عبر الفيس بوك؟ أرجو الرد لأنني أرى مخالفات في الجامعة وأود النصح و الدعوة ولكن ينقصني الحجة والأدلة؟ جزاكم الله خيراً
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالطالب أجنبي عن الطالبة، لا يجوز له أن يخلو بها ولا أن يصافحها ولا أن ينظر إليها نظرة شهوة، بل ينبغي له أن ينزلها من نفسه منزلة أخته؛ فيحب لها ما يحب لأخته ويكره لها ما يكره لأخته؛ فيكون تعامله معها قائماً على المعاني التي تقتضيها الرجولة والشهامة والديانة من غوث الملهوف وإعانة المحتاج ونصرة المظلوم والدفاع عن العرض؛ مع التحلي بآداب الإسلام في غض البصر وصيانة العرض والذود عن الحريم، وهذه صفات كان أهل الجاهلية يتمادحون بها؛ حتى قال قائلهم:
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
وليس بمؤتمن ذاك الذي يهتبل وجود الطالبة معه ليمارس معها ما لا يرضاه لأخته من الغزل والهزل وتبادل كلمات الحب والغرام، أو ملامستها وممازحتها ومحاولة التعدي على عرضها مع بذل الأماني العاطلة والعواطف الكاذبة لها؛ وقد قيل في صنيع هذا وأمثاله:
يا هاتكاً حُرَمِ الرجال وقاطعاً سُبُل المودة عشت غيرَ مكرَّم
لو كنت حراً من سلالة ماجد ما كنت هتاكاً لحرمة مسلم
وعلى الطالبة أن تتقي الله ربها وتلتزم أحكام دينها؛ لئلا تكون فتنة للناس وحبلاً من حبائل الشيطان، فعليها أن تغض بصرها وتلزم حجابها وعفافها وحياءها، ولا تبدي زينة ولا تضرِبَ برِجلٍ ولا تخضع بقول فيطمع الذي في قلبه مرض، بل تكون خفيضة الصوت كثيرة الصمت ظاهرة الحياء في هيئتها ومشيتها وملبسها؛ لتنال احترام الطيبين الصالحين، ويهابها أهل الشر من المفسدين.
وعلى كل عاقل من الجنسين أن يسد الذرائع المفضية إلى ارتكاب الحرام، وأن يوصد الأبواب التي يمكن أن يلج منها الشيطان؛ فإن الشيطان قد يأتي للطالب أو الطالبة من باب من أبواب الخير في ظاهرها؛ فيقول: ما الخطب فيما لو شرحت لها درساً أو شرحت لك مسألة؟ وهكذا يزين لهما الاختلاط من هذا الباب، وقد علم كل عاقل أنه يمكن للطالبة أن تشرح لزميلتها كما أن الطالب يمكنه الاستعانة بزميل، وكذلك التواصل عبر الفيسبوك وغيره من الوسائط الحديثة فتح أبواباً للشر عريضة، وخير لمن أراد السلامة والنجاة أن يسد تلك الأبواب، والله الموفق والمستعان.