التعامل مع غير المسلمين
السلام عليكم ورحمة الله، سؤالي يا شيخ، نحن نعيش في دولة غربية، وفي هذه الدولة الإعلام يشن حملة علي الإسلام والمسلمين لتشويه صورتهم .. وفي مدينتنا نحاول التعرف على الناس وإظهار الصورة الحقيقة عن الإسلام، قبل عدة أيام ماتت امرأة كانت جارة لنا كنا نعاملها جيداً ونبتسم لها بالرغم من كل شئ وفي الحقيقة لقد أحسست بالذنب .. وأحسست انه كان من الواجب علينا عرض الإسلام عليها، ولكن كنا نسمع الناس نقول انها تدين باليهودية هي وزوجها، ولقد استحضرت كلام الرسول صلى الله عليه وسلم حين رأي جنازة يهودي وقال: أفلتت مني روح إلى النار..!
فما الواجب علينا فعله؟ نحن نحاول التعامل بالأخلاق الحميدة .. ولكن نخاف أن نتكلم ونعرض على أحد الإسلام لأنه هنالك جزء من الناس لا يتفهم ويمكن أن يغير تعامله ولا يتقبل هذه الدعوة؟
فما الواجب علينا فعله تجاه غير المسلمين .. وما حكم من تصله صورة مشوهة عن الإسلام سواء من الإعلام أو من المسلمين..؟؟ جزاك الله خيراً يا شيخ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد.
فجزاك الله خيراً على حملك هم هذا الدين، ولو كان كل مسلم يفد إلى بلاد الغرب – متعلماً أو باحثاً أو عاملا – يفكر في كيفية نشر الإسلام في تلك البلاد لكان الحال غير ما نرى، لكن أكثر الناس غاية همِّه ومبلغ علمه أن يصيب لعاعة من الدنيا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وجواباً على ما سألت عنه أقول: إن واجباً على المسلم أن يقدم دعوة الله إلى الناس، وعليه أن يتوقع أن يعرض عنه المعرضون {والذين كفروا عما أنذروا معرضون} وأن يسخر منه الساخرون {وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك} وأن يواجه بالأذى {يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور} لكنه على كل حال مأجور؛ سواء استجاب الناس لدعوته أم لم يستجيبوا، وقد حكى لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن بعض الأنبياء يأتي يوم القيامة ومعه الرهط، وبعضهم معه الرهيط، وبعضهم معه الرجل والرجلان، وبعضهم ليس معه أحد‼ فإذا كان هذا حال الأنبياء فغيرهم من باب أولى، وقد لبث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، {وما آمن معه إلا قليل} فاستعن بالله ولا تعجز، ولك عزاء في قول ربنا سبحانه {فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر}
هذا وإني لأنصحك بأن تقرأ في كتب نشر الدعوة، وتقرأ كذلك في سير الدعاة الصالحين من الصحابة فمن بعدهم؛ ليكون ذلك زاداً لك في الطريق، والله الموفق والمستعان.