صلاة الجمعة لعمال التنقيب
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته شيخنا
السؤال: فيما يخص صلاة الجمعة عند المنقبين عن الذهب في منطقة إنتهقا في إقليم غاوا في جمهورية مالي، -هل يجب عليهم صلاة الجمعة عندهم مساجد خشبية مع السرير والسقف لكن ليس جوامع؟ يمكن أن يمكثوا عام أو شهور او الأيام لا ينتقلون من مكان إلى مكان ويمكن عكس ذلك؟ ما كيفية شروط صلاة الجمعة في تلك الأحوال؟ نريد التفصيل على هذا الموضوع.
وجزاكم الله خيرا وأطال الله عمركم في طاعته، نفعنا الله وإياكم بالعلم النافع.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد
فهذا المكان الذي تنقبون فيه عن الذهب تصح فيه صلاة الجمعة عند جمهور العلماء الذين لا يشترطون لصحة الجمعة المصر؛ فتصح عندهم في أي مكان به أبنية، وقد ذكرتم في سؤالكم أن هناك مساجد خشبية، خاصة وأنكم تبقون مدة طويلة قد تصل إلى عام، وفي ترك صلاة الجمعة هذه المدة خطر عظيم؛ وتفصيل ذلك أن الشافعية رحمهم الله تعالى اكْتَفَوْا بِاشْتِرَاطِ إِقَامَتِهَا فِي خُطَّةِ أَبْنِيَةٍ سَوَاءٌ كَانَتْ مِنْ بَلْدَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ، قَال صَاحِبُ الْمُهَذَّبِ: لاَ تَصِحُّ الْجُمُعَةُ إِلاَّ فِي أَبْنِيَةٍ يَسْتَوْطِنُهَا مَنْ تَنْعَقِدُ بِهِمُ الْجُمُعَةُ مِنْ بَلَدٍ أَوْ قَرْيَةٍ.
وَأَمَّا الْحَنَابِلَةُ: فَلَمْ يَشْتَرِطُوا ذَلِكَ أَيْضًا، وَصَحَّحُوا إِقَامَتَهَا فِي الصَّحَارِي، وَبَيْنَ مَضَارِبِ الْخِيَامِ. قَال صَاحِبُ الْمُغْنِي: وَلاَ يُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ الْجُمُعَةِ إِقَامَتُهَا فِي الْبُنْيَانِ وَيَجُوزُ إِقَامَتُهَا فِيمَا قَارَبَهُ مِنَ الصَّحْرَاءِ.
وَأَمَّا الْمَالِكِيَّةُ: فَإِنَّمَا شَرَطُوا أَنْ تُقَامَ فِي مَكَان صَالِحٍ لِلاِسْتِيطَانِ. فَتَصِحُّ إِقَامَتُهَا فِي الأْبْنِيَةِ، أَوِ الأْخْصَاصِ؛ لِصَلاَحِهَا لِلاِسْتِيطَانِ فِيهَا مُدَّةً طَوِيلَةً. وَلاَ تَصِحُّ فِي الْخِيَمِ لِعَدَمِ صَلاَحِيَّتِهَا لِذَلِكَ فِي الْغَالِبِ.
قَال فِي الْجَوَاهِرِ الزَّكِيَّةِ فِي تَعْدَادِ شُرُوطِهَا: مَوْضِعُ الاِسْتِيطَانِ، وَلَوْ كَانَ بِأَخْصَاصٍ لاَ خِيَمٍ، فَلاَ تُقَامُ الْجُمُعَةُ إِلاَّ فِي مَوْضِعٍ يُسْتَوْطَنُ فِيهِ بِأَنْ يُقِيمَ فِيهِ صَيْفًا وَشِتَاء.