اتخاذ الكهّان أولياء
ما هو الحكم الشرعي في اتخاذ بعض المسلمين الكهان وأهل الكتاب أولياء؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإن الكاهن ـ مسلماً كان أو كتابياً ـ هو من يدَّعي معرفة الغيب من ضارب بالحصى أو الودع أو ناظر في النجوم أو خاطٍّ في الرمل أو من له اتصال ببعض الجن الذين يخبرونه ببعض المغيبات، وهذا الكاهن يمارس حراماً بادعائه علم الغيب لأنه معارض لقول ربنا في القرآن {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله} وقوله سبحانه {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول} وقد حرَّمت الشريعة إتيان هؤلاء الكهان أو الجلوس إليهم أو تصديقهم فيما يدَّعون فقال النبي صلى الله عليه وسـلم (من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسـلم) ولما سأل معاوية بن الحكم رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسـلم عن الكهان قال عليه الصلاة والسلام: (ليسوا بشيء) فقال معاوية: إنهم يخبروننا بالشيء أحياناً فيكون حقاً؟ قال عليه الصلاة والسلام: (تلك الكلمة يخطفها الجني فيلقيها إلى وليه من الكهان قبل أن يدركه الشهاب فيخلط معها مائة كذبة) رواه مسلم.
وعليه فإنه يحرم موالاة هؤلاء الكهان أو تعظيمهم أو البشاشة في وجوههم ومن وقع في شيء من ذلك لزمته التوبة النصوح، والواجب الشرعي يحتم البراءة منهم وهجرهم وتحذير الناس من شرهم وبيان حكم الشرع فيهم؛ لقوله تعالى {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} وقوله تعالى {لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء} والله تعالى أعلم.