الخروج مع جماعة التبليغ
تحديداً مسجد بلال بجبرة أكون جالساً فيأتيني شخص ويقول لي: اخرج في سبيل الله. وعندما يبدأ يشرح لي ما هو الخروج؟ يقول لي: تعتكف بالمسجد لمدة أربعين يوماً أو سنة للدعوة؛ مع العلم أنهم يطوفون في شكل جماعات بعد الصلاة للمنازل حول المسجد لدعوتهم لصلاة الجماعة؛ مع العلم أنها نفَّرت الكثيرين من الصلاة في ذلك المسجد تحديداً؛ أرجو فتواكم في هذه المسألة لأنها حقيقة شغلت تفكيري.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فدعوة الناس إلى الله تعالى وأمرهم بالصلاة من خير خصال البر التي يتصف بها الموفقون، وقد قال ربنا سبحانه ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)) وجماعة الدعوة مأجورون ـ إن شاء الله ـ في طوافهم على المنازل لدعوة الناس إلى صلاة الجماعة، وقد أحيوا بذلك سنة الصالحين من هذه الأمة؛ حيث ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على فاطمة وعلي رضي الله عنهما فقال {ألا تصليان} يعني صلاة الليل، وثبت أن غير واحد من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم كان إذا خرج إلى الصلاة نادى: الصلاة الصلاة.
وأما طلبهم من الناس أن يشاركوهم في هذا الخير من الدعوة إلى الله تعالى وحث الناس على البر والتقوى فهو مما يحمد لهم، شريطة أن يكون ذلك بالأسلوب الشرعي المعتمد على الرفق والحسنى، وهذا ظننا بهم والله تعالى أعلم.