تفسير

التفسير التحليلي والموضوعي

يذكر كثير من العلماء هذا تفسير تحليلي وهذا تفسير موضوعي فما المراد منها مع توضيح ذلك بالمثال؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فالتفسير التحليلي يراد به أن تؤخذ كل آية أو مجموعة آيات على حدة فيذكر ما يتعلق بها من الإعراب وأوجه البلاغة وسبب النزول والمعنى الإجمالي والأحكام المستنبطة منها، وهذا النوع من التفسير تجده عند المتقدمين كما في تفسير ابن جرير وابن كثير والشوكاني وكذلك عند المتأخرين كما في التحرير والتنوير ـ لابن عاشور ـ والتفسير المنير ـ للزحيلي ـ  وأيسر التفاسير ـ للجزائري ـ وهو ظاهر أيضاً في التفسير المسموع للعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى، وبعضهم يربو على بعض في  صدق هذا الوصف على تفسيره

وأما التفسير الموضوعي فيراد به جمع الآيات الواردة في الموضوع الواحد وشرحها؛ كما في الكتب التي تناولت حقوق المرأة في القرآن أو الآداب الاجتماعية في سورة النور أو الحجرات، أو حقوق غير المسلمين في القرآن أو أخبار بني إسرائيل في القرآن، ونحو ذلك من الموضوعات، وهذا النوع هو الذي طغى على كتابات المتأخرين لسهولة تناوله من ناحية، ولأنه يلبي حاجات الناس من ناحية أخرى.

والنوعان كلاهما يخدمان كتاب الله تعالى وبالناس إليهما حاجة، لأن القرآن لا تنقضي عجائبه، ومهما تطاول عليه الزمان فمعانيه تتجدد ولا يخلق على كثرة الرد، وقد يفتح الله على الآخر بما لم يفتح به على الأول؛ ولما قال أبو جحيفة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه {هل عندكم شيء مما ليس في القرآن؟} فقال {لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهماً يعطيه الله رجلاً في كتابه وما في هذه الصحيفة} قلت {وما في الصحيفة؟} قال {العقل وفكاك الأسير وألا يقتل مسلم بكافر} رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى