تشريح الموتى بغرض التعليم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فضيلة الشيخ وفقك الله، صديقي داخل على الجامعة، وقد اختار تخصص طب الأسنان
وفي هذا التخصص يدرسون جراحة الفم ويدرسون على الموتى، يريد أن يعرف هل هذا يجوز أم لا؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد
فالأصل حرمة الاعتداء على جسد المسلم حياً وميتاً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (كسر عظام الميت ككسر عظام الحي) ولذلك قرر علماؤنا أن الميت يغسل بماء فاتر لا حار ولا بارد، وأنه يراعى حال تغسيله وتكفينه ودفنه الرفق به ومعاملته كما لو كان حياً من حيث العناية والرعاية.
أما تشريح الجثة فقد قررت الفتاوى الصادرة من المجامع المعتبرة أن ذلك جائز باعتبار تحصيل مصلحة ضرورية وهي إنقاذ حياة المرضى؛ كما في حالة الأمراض الوبائية، أو مصلحة حاجية كدفع آلام الأمراض المضنية عن المريض؛ وأما المفسدة المترتبة على التشريح فإنها ملغاة إلى جانب تلك المصلحة العظيمة، لأن المفسدة الدنيا ترتكب لتحصيل المصلحة الكبرى، بناء على أفتى به العلماء الأولون من جواز شق بطن الحامل الميتة لاستخراج الجنين الحي؛ وكذلك تقطيع الجنين إنقاذاً لأمه إذا غلب على الظن هلاكها بسببه.
وإذا وجدت جثة كافر أو وسيلة تعليمية يتحقق بها المطلوب فذاك هو المتعين، وإلا فلا حرج أن يكون التشريح على جثة المسلم؛ مع مراعاة حرمته من حيث حفظ تلك الجثة ورعايتها، والله الموفق والمستعان