أعمل في الأمم المتحدة
بحكم عملي في الأمم المتحدة أخالط كثيراً من النصارى، نتناول الطعام سوياً أثناء ساعات العمل، أشاركهم في بعض الدعوات والحفلات في منازلهم وبعض الأماكن العامة، فما مدى حرمة ذلك؟ مع العلم بأني ألتزم دائماً بالزي الإسلامي حتى في هذه الحفلات.
الحمد لله وحده، الصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالحكم على عملٍ مّا بالحلِّ أو الحرمة يتوقف على معرفة ماهية ذلك العمل، وهل يندرج تحت التعاون على البر والتقوى أم التعاون على الإثم والعدوان؟ وها هنا أسئلة تستطيعين من خلال الجواب عنها معرفة حكم عملك في تلك الهيئة: هل الأمم المتحدة تنتصر لقضايا المسلمين أم العكس؟ هل هي في أحكامها ونظمها تخضع لما أنزل الله أم العكس؟ هل الغلبة فيها للإسلام وأهله أم العكس؟ هل جاءت لهذه البلاد انتصاراً للضعفاء والمساكين ورفع الظلم عنهم كما يدَّعون أم جاءت لممارسة أنشطة جاسوسية وإملاء سياسات معينة؟
أما علاقة الرجل المسلم بغير المسلم من خلال العمل فتحكمها تعاليم الإسلام التي لا تمنع البر والقسط ما دام الكافر لم يؤذ المسلمين في دينهم وديارهم، فلا مانع ـ والحال كذلك ـ من الأكل من طعامه وقبول هديته وكذلك إطعامه والإهداء إليه وعيادته إذا مرض وتعزيته إذا مات له ميت وتهنئته إذا حدث له أمر مشروع في ديننا كزواج أو ولادة، ولا بأس كذلك بزيارته في منزله واستزارته في منزلك وإجابة دعوته، لكن ممنوع على المسلم محبة ذلك الكافر لقوله تعالى ((لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله..)) وممنوع عليه التدليس عليه بتصوير أن ما عليه من الدين حق لا حرج فيه بل الواجب عليك دعوته إلى الإسلام إن كنت تستطيعين ذلك مباشرة أو بإهداء الكتب التي تعرِّفه بالإسلام.