العقيدة

الإستغاثة بغير الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخ! حفظك الله في الدارين! هل يجوز الاستغاثة بالأموات؟ هل أجاز ذلك بعضهم من العلماء؟ لأن بعض الطرق الصوفية أجازوا ذلك في التركية كالطريقة النقشبندية في إسطنبول ورئيسها محمود أفندي الذي توفي عن قريب الزمان. هل من الشرك الأكبر؟ بارك الله فيك يا استاذ!

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد

فالاستغاثة بالحي تجوز فيما يقدر عليه؛ فقد قال ربنا جل جلاله عن نبيه موسى عليه السلام {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه} أما الاستغاثة بالأموات فهي من المحرمات الكبار؛ لأن الاستغاثة هي طلب الغوث؛ وهي نوع من أنواع الدعاء، والدعاء هو العبادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سمى الله دعاء غيره شركا؛ فقال سبحانه {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم} وسماه ضلالا فقال {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين} والاستغاثة بغير الله عز وجل نوع من أنواع الشرك التي وقع فيها أهل الجاهلية؛ فإنهم كانوا يدعون أصنامهم ويطوفون بها وينذرون لها؛ رغم اعتقادهم في أن الله تعالى هو خالق السماوات والأرض وهو خالقهم ورازقهم؛ وكانوا يقولون {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} قال عطاء: هذا في الدعاء، وذلك أن الكفار ينسون ربهم في الرخاء فإذا أصابهم البلاء أخلصوا في الدعاء … وقيل: معناها أنهم يدعون الله أن ينجيهم من الهلكة، فإذا أنجاهم قال قائلهم: لولا فلان ما نجونا، ولولا الكلب لدخل علينا اللص… قلت: وقد يقع في هذا القول والذي قبله كثير من عوام المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.ا.هــــ وقال الفخر الرازي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله} ورابعها أنهم وضعوا هذه الأصنام والأوثان على صور أنبيائهم وأكابرهم، وزعموا أنهم متى اشتغلوا بعبادة هذه التماثيل فإن أولئك الأكابر تكون شفعاء لهم عند الله تعالى ونظيره في هذا الزمان اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور الأكابر، على اعتقاد أنهم إذا عظموا قبورهم فإنهم يكونون شفعاء لهم عند الله.ا.ه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى