الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون
وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
 يحق الحق بكلماته ولو كره المجرمون وأشهد أن سيدنا ونبينا وإه على الدين كله ولو كره المشركون
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وعصحابه الذين عزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه
أولئك هم المفلحون يا أيها الذين آمنوا اتقوا في القناة وَالْمُسْلِمُونَ عِبَادَ اللَّهِ المسلمون عباد الله ففي مثل هذه الأيام
 من العام الثاني من الهجرة النبوية المباركة حولت القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام بعدما مكث
 رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا بعدما هاجر إلى المدينة وهو يستقبل بيت المقدس إذا أراد أن يصلي
 أنزل الله عليه في القرآن قوله قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام
وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرة أمرنا ربنا جل جلاله إذا أردنا أن نصلي أن نستقبل البيت الحرام
 وقد أجمع أهل الإسلام على أن نستقبال الكعبة المشرفة شرط من شروط صحة الصلاة من كان في المسجد الحرام
ففرضه أن يستقبل عين الكعبة ومن كان في مكة المكرمة ففرضه أن يستقبل البيت الحرام
ومن كان خارج مكة ففرضه أن يستقبل مكة أيها المسلمون عباد الله تحويل القبلة يستفاد منه دروس عظيمة
الدرس الأول أن الله عز وجل يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا معقب لحكمه ولا راد لأمره
فالشرع شرعه والحكم حكمه والأمر أمره والحلال ما أحل والحرام ما حرم والدين ما شرع
وما على العبد إلا أن يسمع ويطيع إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم نفلحون
ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون الدرس الثاني أن الله عز وجل
يبتلي عباده المؤمنين بالأوامر والنواهي ليميز الله الخبيث من الطيب ليعلم الله المؤمنين الصادقين المخلصين
من الشاكين المنافقين المرتابين فإن المؤمن حقا ليس له مع الله رأي بل يسمع ويطيع كيفما ورد الامر او النهي
 فانه سامع مطيع هذا الذي فعله اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فان نبينا عليه الصلاة والسلام كان يصلي باصحابه صلاة
 العصر في مسجد بني حارثة فصلى ركعتين إلى بيت المقدس شمال المدينة ثم لما بقيت ركعتان أنزل الله عليه هذه الآية
فولي وجهك شطر المسجد الحرام إلى جهة الجنوب فاستدار رسول الله صلى الله عليه وسلم واستدار
أصحابه من بعده فصلوا ركعتين إلى جهة الشام إلى بيت المقدس وركعتين إلى جهة البيت الحرام فسمي مسجد
 بني حارثة مسجد القبلتين من ذلك الوقت ثم إن رجلا صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فأدرك الناس
 في مسجد قباء وهم ينصلون فقال لهم ألا إنه قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآن وأمر أنيت المقدس والبيت الحرام هذه جهة وتلك جهة بل قالوا سمعنا وأطعنا وهكذا كان دأبهم رضي الله عنه كنت أسقي أبا طلحة
وجماعة من الأنصار فضيخة فلما ناد المنادي ألا إن الخمر قد حرمت قالوا أرقها يا أنس
لما نزلت آية الحجاب شق النساء مروطهن فاعتجرن بها مبادرة إلى تنفيذ أمر الله عز وجل
وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة
إلا على الذين هدى الله الدرس الثالث أيها المسلمون عباد الله أن أعداء الإسلام يشربون على الناس متى ما نزلت آية متى ما
كان حكم من الأحكام فإنهم يثيرون لغطا وأقاويل ويطرحون شبهات وأباطيل من أجل أن يشكك
 الناس في دينهم هكذا صنع اليهود لما حولت القبلة لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان يستقبل بيت المقدس
 فقال اليهود ما بال هذا الرجل يستقبل قبلتنا ويخالف ملتنا إذا كان يستقبل قبلتنا التي نستقبلها
 فلماذا يخالف ديننا فلما أمر صلوات ربي وسلامه عليه أن يستقبل البيت الحرام قال اليهود ما بال محمد
في كل حين يغير قبلته إن كانت الأولى حقا فالثانية باطل وإن كانت الثانية حقا
 فقد كان على باطل هكذا يشغب أعداء الله على أهل الإيمان فسماهم الله سفهاء سيقول السفهاء
 ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب الله جل جلاله له المشرق والمغرب
 يولينا حيث شاء اذا قال لنا استقبل المشرق استقبلناه اذا قال لنا استقبل المغرب استقبلناه ما لنا مع الله رأي الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد
 ثم الدرس الرابع أيها المسلمون عباد الله أن الدين ليس مظاهرا وأشكالا بل الدين حقائق عقيدة تسكن القلب ويأتي بها العب خلق يتمثله المؤمن في حياته
معاملة يتعامل بها مع الله ومع خلقه هذا هو الدين ولذلك قال ربنا جل جلاله ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب
ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآت المال على حبه ذوي القربى
واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآت الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا
والصابلين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون هذه الآية كما يقول أهل التفسير
هي أجمع آية لخصال البر ولكن البر حقيقة البر إيمان يسكن القلب يستكمل الأركان من آمن بالله واليوم الآخر
والملائكة والكتاب والنبيين ثم بعد ذلك إحسان إلى خلق الله وآت المال على حبه آت المال وهو محب له
حريص عليه شحيح به ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب ثم بعد ذلك
ما كان إيتاؤه المال مغنيا له عن شعائر التعبد وأقام الصلاة وآت الزكاة ثم بعد ذلك كانت أخلاقه مع خلق الله
 وفق ما يأمر به الإسلام والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ثم الدرس الخامس شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا كما جعلنا القبلة
كما جعلنا الكعبة وسط الارض كذلك جعلناكم يا امة محمد صلى الله عليه وسلم امة وسطا خيارا عدولا من اجل ان تشهدوا يوم القيامة على
الناس تشهدوا للانبياء صلوات الله وسلامه عليهم أنهم قد أدوا الأمانة وبلغوا الرسالة ونصحوا لأقوامهم يؤتى بالنبي يوم القيامة أي نبي
 فتقول أمته ما جاءنا من بشير ولا نذير فيقول ذاك النبي بلى يا رب قد بلغتهم فيقول الله عز وجل له من يشهد لك يقول محمد صلى الله عليه وسلم وأمته
 لتكونوا شهداء لتكونوا يا معشر المسلمين شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا يقول ابن كثير رحمه الله لما كانت هذه الأمة أوسط الأمم خصها الله بخير الكتب واعدل المناهج
واوضح الشرائع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. بعثت بالحنيفية السمحة. بعثت بالحنيفية السمحة. حنيفية في
 العقائد. ليس فيها طلاس ولا الغاز. ولا ما يحكم العقل بانه مستحيل وسماحة في الشريعة شريعة سمحة مبنية على التيسير الا ان احب الدين الى الله ايسره الا ان
 هذا الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالروحة والغدوة وشيء من الدلجة
 كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها المسلمون عباد الله تحويل القبلة يعلمنا دروسا بليغة ينبغي أن نتمثلها
إذا سمعنا من أعداء الله عز وجل من يشكك في شريعة الجهاد أو من يشكك في تشريعات الإسلام فيما يتعلق بالمرأة والأسرة أو ما يتعلق بالسياسة والمجتمع فلنعلم أنه ليس في الأمر جديد آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار وكفروا آخرة لعلهم يرجعون
 ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم
 قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حسدتكم اليهود على شيء مثل ما حسدوكم على ثلاث على يوم الجمعة التي هدان الله إليها
وقد ضلوا عنها وعلى قبلتكم التي وجهكم إليها وعلى قولكم آمين أسأل الله عز وجل أن يهدينا سواء السبيل وأن يفقهنا في الدين
وأن يرزقنا الثبات واليقين وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه توبوا إلى الله واستغفروا الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه
اللهم صل على محمد وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وذريته وآل بيته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وذريته وآل بيته كما باركت
 على آل إبراهيم إنك حميد مجيد أما بعد أيها المسلمون فاتقوا الله حق توقاته وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون
واعلموا إخوتي في الله أن سنن الله ماضية ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا شغل الناس وضجوا
فيما مضى من الأيام بتصريحات الرئيس الأمريكي المتغطرس المغرور المستعمر البغيض الذي يخرج على الناس مصعرا خده
رافعا أنفه مسددا نظره ويتكلم وكأنه الذي يقول للشيء كن فيكون يهدد بأنه سيهجر أهل غزة من ديارهم
وسيخرجهم من أرضهم من أجل أن يحولها إلى مدينة سياحية ويعمرها من جديد سبحان الله غزة من الذي خربها
 بسلاح من بأموال من بإعلام من بتواطئ من أليست الولايات المتحدة الأمريكية المتكبرة التي حالها
كحال عاد الذين قالوا من أشد منا قوة ثم بعد ذلك يتكلم عن أرض غزة وكأنها إرث أبيه أو أمه هذا المسكين غفل أن قوما ما استطاعوا أن يخرجوهم من أرضهم بقصفهم ونيرانهم وصواريخهم وطائراتهم
لن يستطيعوا إخراجهم بمثل هذه الوعود المعصولة والأماني العذاب هؤلاء قوم عقدوا عهداً مع الله عز وجل ألا يتنازلوا عن هذه الأرض التي هي جزء من الأرض المباركة أرض فلسطين هم في رباط إلى يوم القيامة لا يضرهم من خالفهم ولا من ناوأهم حتى يأتي أمر الله
إلا ما يصيبهم من لأواء هذا الذي يتهدد بهجيبوا له وأن يسعوا إليه وأن يتزلفوا لنيل رضاه
أما هذه العصبة المؤمنة والثلة المجاهدة فإنها قد اعتادت على أن لامراً إلا من الله
ولا تفعل شيئاً إلا وفق مراد الله هذا الذي يتوعد به هذا المتغطرس المغرور ليس بجديد بل هو قديم
الله جل جلاله بيّن في كتابه الكريم في سنة متتابعة ماضية أن أهل الكفر إذا عظم جرمهم وبالوا في كبرهم وارادوا ان يخرج المؤمنين من ارضهم فتلك
 علامة نهايتهم. وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين. ولنسكننكم منكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامه وخاف وعيد
واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد هذا الجبار العنيد سيرى عاقبة أمره إن شاء الله الله جل جلاله كرر هذا في القرآن مرارا
قوم شعيب ماذا قالوا وقال الملع الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا
أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين كانت العاقبة هلاكهم أرسل الله عليهم عذاب يوم الظلة
إنه كان عذاب يوم عظيم وهكذا فرعون يقول الله عز وجل فأراد أن يستفزهم من الأرض فأراد أن يستفزهم
قال المفسلون أي أراد أن يزعجهم ويحملهم حملا على الخروج من أرضهم قال الله عز وجل فأغرقناه ومن معه جميعا
هذا المغرور ومن معه لا يعتبرون بالآيات التي يرسلها الله عليهم كما قال جل من قائل وما نرسل بالايات الا تخويفا.
 الله جل جلاله قبل شهر ارسل عليهم حرائق مدمرة. وقبل ذلك اعاصير عاتية. وقبل ذلك تأتيهم يأتيهم الغرق. لكنهم لا
 يعتبرون. يحسبوا هذا المسكين انه على كل شيء قدير وأنه بكل شيء عليم وأنه الغني الذي يأمر فيطاع
وما درى المسكين أنه ريشة في مهب الريح وأن الله قد أهلك من قبله من هو أشد قوة وأكثر جمعة أسأل الله عز وجل أن يدمدم عليهم بذنوبهم وأن يعجل بهلاكهم وأن يكفينا شرورهم وأن يرينا فيهم عجائب قدرته
أسأل الله عز وجل أن ينصر إخواننا المجاهدين في كل مكان وأن يربط على قلوبهم وأن يثبت أقدامهم أسأل الله عز وجل أن يسدد رميتهم وأن يجمع كلمتهم
 وأن يوحد صفوفهم وأن يجعل نصر الإسلام على أيديهم اللهم إنا نسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض أن تجعل إخواننا
 المجاهدين في حفظك وحرزك وجوارك وتحت كنفك اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ونعيذهم بعظمتك
 أن يغتالوا من تحتهم اللهم احفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين اللهم أرنا في الصهاينة ومن شايعهم عجائب قدرتك
 اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين اللهم إنا نسألك أن تبلغنا رمضان
 وأن تعيننا على الصيام والقيام وأن توفقنا لصالح الأعمال اللهم اجعل خير عملنا خواتمة وخير عمورنا أواخرة
 وخير أيامنا يوم نلقاك اللهم أعطي كل سائل سؤله فيما يرضيك اغفر ذنوبنا وطهر قلوبنا واستر عيوبنا ونفس كروبنا
وحصن أخلاقنا ووسع أرزاقنا وبلغنا آمالنا واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا واجعل لنا من كل هم فرجا
ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وارحمهم كما ربونا صغارا
اللهم اغفر لمشايخنا ولمن علمنا وتعلم منا اللهم احصن الى من احسن الينا اللهم ان نسألك بعزتك
 وقدرتك وغناك ان تطفئ نار الحرب في السودان وان تردنا الى ديارنا سالمين غالمين وان تنزل بأسك باليك المتمردين
البغات الظالمين وبمن أعانهم ومولهم وشجعهم يا إله العالمين إنك على ما تشاء قدير ونسألك أن تجعل بلاد المسلمين
كلها آمنة مطمئنة سخية رخية إنك على ما تشاء قدير ونسألك أن تبرم لأهل الشام أمرا يعز فيه أهل طاعتك
 ويذل فيه أهل طاعتك ويُذلُّ فيه أهل معصيتك ويُؤمَر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات وارفع لهم الدرجات في الحياة وبعد الممات إنك سميع قريب مجيب الدعوات اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيدنا محمدٍ وعلى جميع المرسلين
وأقم الصلاة