أسباب اليقين باليوم الآخر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيف يتكون عند الإنسان يقين جازم باليوم الآخر يكون دافعاً له للطاعات رادعاً عن المعاصي مهوناً للمصائب؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فالإيمان باليوم الآخر سبب لاستقامة العبد على أمر الله عز وجل؛ كما قال سبحانه عن الصلاة {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون} وقد أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت” وأما اليقين الجازم فيكون بالإكثار من تلاوة القرآن والنظر في أدلته، ومن ذلك:
1ـ قياس النشأة الثانية على الأولى كما قال سبحانه {قل يحييها الذي أنشأها أول مرة} وقال {أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا} وقال {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه}
2ـ قياس خلق الإنسان على ما هو أعظم {لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون} {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة}
3ـ النظر في ملكوت الله تعالى كيف يحي الأرض بعد موتها {إن الذي أحياها لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير}
4ـ التأمل في أموات أحياهم الله كأهل الكهف {وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها} وكذلك طير إبراهيم والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، والذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله {موتوا ثم أحياهم} وهكذا
5ـ قياس الموتة الكبرى على الصغرى (النوم) والاستيقاظ منه ينبئ عن البعث الأكبر. والله ولي التوفيق.