كيفية النزول للسجود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فضيلة شيخنا الجليل العالم العلامة الدكتور: عبد الحي يوسف حفظكم الله ووفقكم وسدد خطاكم ونفع الله بكم العباد والبلاد وكثر من أمثالكم.
أما بعد: أرجو توضيح هذه المسألة توضيحاً مفصلا. هل الصحيح أن يضع المصلي ركبتيه قبل يديه أم يديه قبل ركبتيه إذا أراد السجود؟ حيث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البروك كبروك البعير. وهل للبعير أيدي أم كلها تعتبر أرجل؟!
وماذا عن صحة هذه الأحاديث وغيرها من الأحاديث في هذا الموضوع. وبالأخص الحديث الذي في سنن النسائي (1078) “يعمد أحدكم في صلاته فيبرك كما يبرك الجمل” (حسن غريب) من الترمذي الحديث (1079) “إذا سجد أحدكم فليضع يديه قبل ركبتيه ولا يبرك بروك البعير” … وذكر أن الحديث صحيح. أما حديث وضع الركبتين قبل اليدين فذكر أنه ضعيف.
فأنا طالب سوداني مقيم في تركيا ولديَّ صديق تركي يحب تطبيق السنة وقد بحث في هذا الموضوع كثيراً ويريد أن يعرف الصواب والصحيح في هذا الموضوع بالتفصيل مع ذكر الدليل. أفيدونا أفادكم الله وجزاكم كل خير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فأسأل الله تعالى أن يفقهني وإياكم في الدين، وأن يعلمنا التأويل ويرزقنا الثبات واليقين، وشكر الله لك ثقتك بي وحرصك على سؤالي، لكنني لست بعلامة ولا عالم بل أنا طالب علم ليس إلا، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، وجواباً على سؤالك أقول: إن هذه المسألة قد حصل فيها الخلاف بين أهل العلم قديماً وحديثاً؛ لأن الحديث وارد من رواية وائل بن حجر وأبي هريرة رضي الله عنهما مرة بلفظ “وليضع يديه قبل ركبتيه” ومرة بلفظ “وليضع ركبتيه قبل يديه” ومن هنا قال بعضهم باستحباب وضع اليدين قبل الركبتين وهم المالكية رحمهم الله تعالى، وقال بعضهم بعكس ذلك وهم الجمهور، وقد اعتنى بعض المعاصرين بسؤال أهل الإبل فاختلفوا في ذلك كذلك، وعليه فلا حرج على من أخذ بأحد القولين فالأمر في ذلك واسع إن شاء الله، وما ينبغي لكم أن تشغلوا أنفسكم به لأنه يسعنا فيه ما وسع من كانوا قبلنا، والعلم عند الله تعالى.