العقيدة

عاشوراء وأفعال الشيعة

مولانا السلام عليكم ورحمة الله، عندي سؤال بخصوصنا نحن العراقيون؛ ففي بلدنا من كل عام عند شهر محرم الحرام نقطع الأغاني والأغلبية يلبسون الأسود ويتركون المعاصي؛ لأنه في هذا الشهر استشهد مولانا الإمام الحسين عليه السلام واصحابه الطاهرين، والعراقيون يقدمون الطعام على روحه وثوابه للناس مجاناً، وترى الناس جميعها في يوم العاشر أو الأربعين يذهبون لمرقد أبي الأحرار عليه السلام ويزوروه ويدعون الله أن يحشرنا معه ومع النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه)، وماحكم الزيارة مشياً على الأقدام باعتبار الناس كلها تذهب مشياً شيباً وشباباً ونساءً وأطفالاً إلا القلة في السيارات، وهل الحديث النبوي الشريف (إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى)  ينطبق على ذلك؟ طبعاً مع النية الصادقة للمشي هل في ذلك أجر نواكب الذي جرى في الحادثة الأليمة مع عدم الطم والممارسات البدعية الأخرى مع علمنا بحديث عن الرسول الاعظم (أنه لا عزاء بعد ثلاث) ولكن هي عادة اخذناها وجزيتم خيرا مولاي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد

فمن أجل أن تكون الإجابة عن هذا السؤال وافية مختصرة فإني أذكرها في نقاط:

أولاً: الحسين بن علي رضوان الله عليهما من خير خلق الله، وهو ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد صح عنه في الحديث أنه قال عنه وعن أخيه الحسن (هما ريحانتاي من الدنيا) وقال (اللهم إني أحبُّهما فأحبَّهما) فواجب على كل مسلم أن يحب الحسين ويترضى عنه ويذكره بالخير، ويعتقد أنه مع أخيه الحسن (سيدا شباب أهل الجنة) وأن حبهما من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذاك فرض ودين وإيمان؛ كما أن بغض الحسنين نفاق وطغيان

ومن حبهما مشروعية الصلاة عليهم مع آل البيت عليهم السلام، وذلك في عقب الأذان، وفي التشهد آخر الصلاة، وعند الصلاة على النبي صلى الله عليه وسـلم … فقد جاء في هذا عدة نصوص؛ كقوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} وكما جاء في الحديث لما سئل النبي صلى الله عليه وسـلم عن كيفية الصلاة عليه في الصلاة؟ قال: “قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد، والسلام كما قد علمتم” فالصلاة على آله من تمام الصلاة عليه وتوابعها؛ لأن ذلك مما تقرُّ به عينه، ويزيده الله به شرفًا وعلوًا.

ثانياً: على مسلم أن يتجنب الغلو في آل البيت الكرام عليهم السلام، وعلى رأسهم علي بن أبي طالب وزوجه فاطمة وابناهما الحسن والحسين عليهم جميعاً سلام الله؛ ومن غلو الشيعة في آل البيت عليهم السلام ما تضحك منه الثكلى ويشيب منه الوليد:

– باب: أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم (1/258).

– باب: أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم الشيء صلوات الله عليهم (1/260).

– باب: أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل (1/255).

– باب: أن الأئمة خلفاء الله في أرضه، وأبوابه التي منها يؤتى (1/193).

– باب: أن الأئمة لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وعليه (1/264).

– باب: أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله، وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها (1/227).

وهم لم يكتفوا بذلك، بل جعلوا تعيين الإمام أهم من بعث الرسول صلى الله عليه وسـلم، وفي ذلك يقول آية الله ميرزا الخراساني: “إن تعيين الإمام أهم من بعث الرسول؛ لأن تركه نقض للغرض وهدم للبناء”.

ويقول الخميني مفضلًا الأئمة على الأنبياء والملائكة: “إن للإمام مقامًا محمودًا، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية، تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات الكون. وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل”.

ومما يؤكد أن الغلو فيهم يؤذيهم: ما جاء في رجال الكشي عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه حيث قال: “إن اليهود أحبوا عزيرًا حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عزير منهم ولا هم من عزير، وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى، وإنا على سنة من ذلك، إن قومًا من شيعتنا سيحبونا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير، وما قالت النصارى في عيسى ابن مريم، فلا هم منا ولا نحن منهم”.

ثالثاً: ليس من هدي المسلمين أنهم يقيمون المآتم ويكثرون النياحة والعويل لموت أو قتل عظيم من عظمائهم؛ فما ابتلي المسلمون بمصيبة أعظم من فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك ما أقام أصحابه ولا آل بيته لذكرى وفاته مأتماً ولا فعلوا في ربيع الأول مثل الذي يفعله الشيعة في المحرم من كل عام، وقد قتل في عهد نبينا صلى الله عليه وسلم عمه حمزة وابن عمه جعفر رضوان الله عليهما؛ فما أقام عليهما مأتما ولا دعا أصحابه إلى لطم خد أو شق جيب، معاذ الله؛ فهذا الذي يصنعه كثير من الشيعة إنما هو بدعة ضلالة، وقد كانت سبباً لصد كثير من الناس عن دين الله عز وجل

 رابعاً: زيارة القبور مشروعة من أجل غايات سامية وحكم عالية، منها تذكُّر الآخرة والدعاء للأموات وإيناسهم بالسلام عليهم، ولم يشرع لنا أن تكون هذه الزيارة مشياً على الأقدام؛ بل هم يصنعون ذلك بناء على روايات مكذوبة وأحاديث موضوعة، جعل بعضها زيارة قبر الحسين أعظم أجراً من الحج إلى بيت الله الحرام!!! فالذي أنصحك به – أخي – أن تعرض صفحاً عن ذلك كله، وأن تعنى بتصحيح معتقدك واستقامة سلوكك؛ حتى يكرمك الله يوم القيامة بالاجتماع بأبي عبد الله الحسين بن علي رضي الله عنهما، والله الهادي إلى سواء السبيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى