أكل بصلا وأتى إلى المسجد
السؤال: ما حكم الذهاب إلى المسجد لمن أكل ثوماً أو بصلا؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالواجب على المسلمين صيانة مساجدهم من كل رائحة كريهة تنفر الناس من بيوت الله عز وجل وتؤذيهم، قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: ومن كان ذا رائحة قبيحة لا تريمه لسوء صناعته أو عاهة مؤذية كالجذام وشبهه وكل ما يتأذى به الناس كان لهم إخراجه ما كانت العلة موجودة فيه حتى تزول.أ.هـ: وبخصوص ما سألت عنه فقد روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله علـيه وسلم أنه قال {من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم} وروى مسلم أن عمر بن الخطاب قال في خطبته: {ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين ولا أراهما إلا خبيثتين: هذا البصل والثوم، لقد رأيت رسول الله صلى الله علـيه وسلم إذا وجد ريحهما من رجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخاً.
وعليه فما ينبغي للمسلم أن يتعمد أكل البصل والثوم نيئاً قرب وقت الصلوات، وإن فعل فلا يحل له الذهاب إلى المسجد لئلا يؤذي ملائكة الرحمن وإخوانه في الإيمان، ومثل الثوم والبصل بل أشد تناول الدخان الذي هو أخبث رائحة وأعظم ضررا، والله تعالى أعلم.