العقيدة

حكم التطبيع

  الحمد لله القائل : [ وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ]( البقرة : 120 ) .

  ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً .. أما بعد :  فإن اليهود أمة غضب الله عليهم ولعنهم على لسان أنبيائهم ، كما قال سبحانه : [ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ]( المائدة : 78 ) .

  وقال سبحانه : [ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ القِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ]( المائدة : 60 ) .

  وقد وصفهم الله تعالى في كتابه بما لا يخفى على أحد من المسلمين ؛ فهم الذين يطعنون في ذات الرب سبحانه وتعالى كما قال سبحانه : [ وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ]( المائدة : 64 ) ، وقال سبحانه في اليهود : [ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ]( آل عمران : 181 ) .

  ومن جرائمهم أنهم كفروا بالله تعالى وكذبوا رسله ، وقتلوا الأنبياء والمصلحين، كما قال سبحانه : [ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ]( البقرة : 61 ) .

  بل إنهم لا يتركون مُصلحاً أو آمراً بالقسط إلا قتلوه وتآمروا عليه ، كما أخبر الله عنهم ، فقال سبحانه : [ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ]( آل عمران : 21 ).

  ولقد تآمروا على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فَهَمُّوا بقتله ، ووضعوا له السم ، وآذوه بأنواع الإيذاء في حياته ، ولا يزالون يتطاولون عليه ويسيئون إليه بعد مماته صلى الله عليه وسلم .

  واليهود أشد الناس فساداً في الأرض ؛ فهم يستبيحون الأمم الأخرى ، كما قال سبحانه : [ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ]( آل عمران : 75 ) .

  وجرائم اليهود في حق الله تعالى وفي حق الأنبياء ، وإفسادهم في الأرض ، وتحريفهم للتوراة ، وعداوتهم للأنبياء والمصلحين ، وغير ذلك من الجرائم لا تخفى على أحد .

  ولا يزال اليهود متصفين بنقض العهود ، كما أخبر عنهم سبحانه بقوله : [ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ]( البقرة : 100 ) .

  والمعلوم من تاريخ اليهود أنهم نقضوا العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم وتآمروا على قتاله مع المشركين والمنافقين ، ومعلوم حقدهم على الإسلام والمسلمين، وحرصهم على بث الفرقة وإثارة الفتن بينهم ، وهم يسعون اليوم لإقامة دولة اليهود الكبرى على أنقاض الدول العربية وفي أرضها !  لقد احتل اليهود أرض فلسطين بعد أن قتلوا أبناءها ، وأخرجوهم من ديارهم، وسلبوا ممتلكاتهم ، وحاربوا العرب من أجل ذلك ، واستعانوا بالقوى الدولية على تحقيق أهدافهم ، ولا يزالون يسعون لإقامة دولة اليهود الكبرى من النيل إلى الفرات ومن الإسكندرية إلى المدينة المنورة ، وإلحاقها بفلسطين المحتلة ، ويسعون في هذه الفترة مع من يعينهم من القوى الدولية لتحطيم مقومات العرب من دين وأخلاق ، وقوة واقتصاد ، وجيش وأمن ، ووحدة سياسية ، ويفرضون على العرب اليوم التسليم بكل ما فعلوا ضدهم وضد إخوانهم في فلسطين ، ويطلبون منهم الرضا بالأمر الواقع ، واعتبار ذلك أمراً طبيعياً ، بينما هم لا يتوقفون عن تنفيذ بقية مخططاتهم المدمرة للعرب والمسلمين ومقوماتهم .

  واليوم نسمع عن عودة هؤلاء اليهود إلى اليمن ، باسم الزيارة لأهليهم ، أو السياحة ، بعد أن نبذوا الجنسية اليمنية ، وخرجوا من البلاد خروجاً نهائياً ، فخرجوا محاربين الجيوش العربية ، ومنها جيش اليمن ، ونحن نحذر من أن الهدف الحقيقي لهم هو إعادة استيطانهم في اليمن ، وتمكينهم من شراء الأراضي اليمنية والعقارات ، وادعاء الملكية ، وتشكيل أقلية يهودية تعيش تحت الحماية الأجنبية ، وتُعَرِّض اليمن لضغوط دولية إن لم يسلموا لها ولخططها الماكرة ، كما يهدفون في هذه المرحلة إلى إعادة معابدهم ، وابتزاز ثروات اليمن ، والتملك في البلاد .

  وقياماً بواجب البيان الذي أخذ الله ميثاقه على العلماء ونصحاً للأمة ، وإبراءاً للذمة نفتي بما يلي :  أولاً : إن موالاة أعداء الإسلام محرمة شرعاً وبخاصة هؤلاء اليهود ؛ لأنهم في حالة حرب مع العرب والمسلمين ، واغتصاب لأراضيهم ومقدساتهم ، ويخططون لإقامة دولتهم اليهودية الكبرى على أراضي المسلمين ، وعليه فيحرم شرعاً التطبيع معهم كما يدل على ذلك قوله تعالى : [ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ]( الممتحنة : 9 ) .

  وكما قال سبحانه : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ ]( المائدة : 51 ) .

  وكما قرر ذلك علماء المسلمين في فتواهم منذ بداية تكالب اليهود على أرض فلسطين عام 1935م إلى يومنا هذا .

  ثانياً : يحرم التعامل مع هؤلاء اليهود الحربيين بيعاً أو شراءاً أو استثماراً أو تمليكاً للأراضي حتى لا يكون سبباً في توطينهم وادعائهم الإقامة حيث يملكون ، وحتى لا يكون ذريعة لإعادة استيطانهم في اليمن .

  ثالثاً : يوصي العلماءُ المسلمين جميعاً والشعبَ اليمني خصوصاً حكاماً ومحكومين بالتنبه لخطر موالاة اليهود ، والحذر من خططهم الماكرة ، والوقوف صفاً واحداً أمام هذا الخطر الداهم الذي يهدف إلى حرب الإسلام والمسلمين ؛ مما يستوجب الوقوف أمام المخططات التي تسير في هذا الاتجاه وتشجع على موالاة اليهود المحاربين للإسلام والمسلمين وإقامة العلاقات معهم .

  نسأل الله أن يوفق الأمة الإسلامية لما فيه خيرها وصلاحها .

 وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى