أحكام الصلاة

تواشيح قبل أذان الفجر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

فإن الله تعالى قد شرع الأذان بألفاظه المعلومة؛ إعلاماً بدخول وقت الصلاة وحثاً للمسلمين على السعي إليها في بيوت الله، وشرع نبينا صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح أذاناً يكون قبل دخول الوقت؛ وذلك إذا بقي سدس الليل الآخر، وثبت عنه في الحديث أنه قال لأصحابه “إن بلالاً يؤذن بليل؛ فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم” وهذا الأذان الأول الذي يكون بالليل قد شرع لحكم منها: أن يوتر المتهجد، ويتناول سحوره من نوى صياما، ويغتسل من كان جنبا؛ إلى غير ذلك من الحكم، أما ما اعتاده بعض الناس في المساجد من تلاوة قرآن أو إذاعة أدعية وتواشيح قبل دخول الوقت مضافة إلى الأذان أو مستقلة عنه فإنها لا تشرع، وذلك لأمور:

أولها: أنها زيادة لم يأت بها الشرع، وقد قال النبي صلى الله عليه  وسلم “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”

ثانيها: أنها أمر محدث لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال عليه الصلاة والسلام “وإياكم ومحدثات؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل ضلالة في النار”

ثالثها: ما يترتب عليها من التشويش على الناس وإزعاجهم بغير مبرر شرعي في وقت راحتهم، وفيهم المريض والشيخ الكبير والطالب الذي يراجع دروسه، ولا شك أن في ذلك أذية للمسلمين، وقد قال سبحانه {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا}

رابعها: أنها قد تبغِّض شعائر الدين لبعض الناس، ونحن مأمورون بأن نحبب الناس في الدين ونقربهم إليه لا العكس.

إلى غير ذلك من المفاسد التي لا تخفى، ولذلك يجب على المؤذنين أن يتذكروا دائماً أنهم داخلون دخولاً أولياً في قوله تعالى {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} وقول النبي صلى الله عليه وسلم “المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة” وقوله عليه الصلاة والسلام “الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن؛ اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين” وأن هذا الأجر العظيم مشروط بإخلاص النية، ومتابعة الشرع من غير زيادة، والعلم عند الله تعالى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى