أحكام الصلاة

فاتته صلوات فهل يصلي المغرب مع الجماعة؟

كنا مجموعة من الإخوة نتأهب لصلاة المغرب وقد دخل وقتها، فاجأنا أحد الحاضرين بأنه قد حضر من سفر، ولديه فوائت؛ فهل يصلي معنا المغرب أم يصلي منفرداً؟ وقد اختلف قول الناس في ذلك. عليه نرجو الإفادة في هذه المسألة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فبداية لا بد من التنبيه على أنه لا يحل لعبد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يؤخر صلاة حتى يخرج وقتها؛ مهما كانت حاله، بل الواجب عليه أن يبادر إلى أدائها على الكيفية التي يستطيعها؛ كما قال النبي صلى الله عليه  وسلم لعمران بن حصين رضي الله عنه {صل قائماً؛ فإن لم تستطع فقاعداً؛ فإن لم تستطع فعلى جنب} إن استطاع فعليه أن يتطهر الطهارة المائية؛ وإلا فالترابية؛ فإن عجز عن الاثنتين صلى بغير طهور؛ لقوله تعالى ((لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)) ومن أخر صلاة  ـ ذاكراً عامداً ـ حتى خرج وقتها فقد أثم إثماً مبيناً، والواجب عليه التوبة إلى الله تعالى أولاً، ثم قضاء ما فاته ثانياً.

وبخصوص هذه المسألة فإن الأصل فيها قوله صلى الله عليه وسلم {إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة} وعليه فإن الداخل حال إقامة صلاة المغرب يجب عليه أن يشرع مع الناس فيها؛ ثم بعد ذلك يقضي ما عليه من الفوائت مرتبة؛ فإذا فاتته الظهر والعصر فإنه يأتي بهما قضاء؛ ثم يعيد صلاة المغرب في قول بعض أهل العلم تحصيلاً للترتيب، وعند بعضهم لا يعيدها؛ لعموم قوله تعالى ((فاتقوا الله ما استطعتم)) وهو  قد اتقى الله ما استطاع. والعلم عند الله تعالى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى