ذكر الله بعدد مخصوص
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فذكر الله عز وجل من أفضل الطاعات وأعظم القربات، وهو يرضي الرحمن ويطرد الشيطان، وقد أمر به ربنا جل جلاله ونبيه صلى الله عليه وسلم في كثير من نصوص القرآن والسنة، وليس من شرط الذكر أن يكون عن طريق شيخ، بل قضاء الله أسبق وأمر الله أوثق، وقد قال سبحانه {فاذكروني أذكركم} وقال {اذكروا الله ذكراً كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا} وقال النبي صلى الله عليه وسلم «ألا أدلكم على خير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوهم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال «ذكر الله»
وأما التحديد بعدد فقد قال أهل العلم بأن ذكر الله على خمسة أنواع وهي: ذكر الله عند أمره ـ ذكر الله عند نهيه ـ ذكر الله عند المناسبات – ذكر الله ذكراً عددياً – ذكر الله ذكراً مطلقا. يعنون بذلك أن من الأذكار ما هو محدد بعدد من الشرع كالأذكار التي تكون دبر الصلوات المكتوبات، وكذلك أذكار الصباح والمساء، وهناك ذكر مطلق يشمله قول النبي صلى الله عليه وسلم «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله» فلا مانع من أن يذكر المسلم ربه بغير عدد؛ كأن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، أو حسبي الله ونعم الوكيل، أو لا إله إلا الله، أو يستغفر، أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بغير عدد، ولا مانع كذلك من أن يرتب لنفسه عدداً معيناً بحسب طاقته فيجعل لنفسه ورداً يومياً لا يخل له، استدلالاً بعموم النصوص الآمرة بالذكر مما سبق ذكره، والله تعالى أعلم.