العقيدة

رسم الصليب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فالمسلم يعتقد أن الدين عند الله الإسلام، وأنه الدين الذي لا يقبل الله سواه؛ كما قال سبحانه {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} ولا ينجو يوم القيامة أحد إلا إذا وافى ربه بهذا الدين؛ كما قال صلى الله عليه وسلم «لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به إلا دخل النار» ونعتقد كذلك أن القرآن الكريم جاء مصدقاً للكتب التي قبله ومهيمناً عليها؛ كما قال سبحانه {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه} فلا يلتمس هداية ولا رشاداً إلا من القرآن، ولذلك لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم صحيفة من التوراة بيد عمر رضي الله عنه قال «أمتهوكون يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي»

وعلاقة المسلم بغير المسلم قائمة على البر والقسط؛ فلا يتعدى على أموالهم ولا أعراضهم ولا دمائهم، ولا يؤذيهم في دينهم ولا يكرههم على الدخول في دين الإسلام، لكنه في الوقت نفسه لا يداهنهم ولا يجاملهم على حساب الملة والمعتقد؛ فلا يحل له أن يكتب من كتبهم ولا أن يرسم صلبانهم ولا أن يشاركهم طقوسهم، ولا أن يتعدى حدود الشرع في التعامل معهم؛ بل يقتدي بالنبي الأكرم  صلى الله عليه وسلم الذي كان أبر الناس وأرحم الناس، وبلغ من بره بغير المسلمين أن يعود جاره اليهودي حين مرض ويأكل من طعام يهودية ويتوضأ من مزادة مشركة، وتسرى بمارية بنت شمعون القبطية رضي الله عنها قبل أن تسلم، وفي الوقت نفسه واجه أهل الكتاب بما هم عليه من الباطل؛ حين قال لنصارى نجران: أسلموا. فقالوا: قد كنا مسلمين قبلك. قال: كذبتم!! يمنعكم من الإسلام ثلاثة: عبادتكم الصليب، وأكلكم الخنزير، وقولكم: اتخذ الله ولدا.

وهكذا ينبغي أن نكون فنبر بهم ونقسط إليهم، وفي الوقت نفسه ندعوهم إلى ديننا بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا نداهن أحداً، وعليه فلا يجوز لك أيها السائل أن تكتب من الإنجيل كلمات ولا أن ترسم صليباً؛ لأن هذا كله من التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال سبحانه {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} والله الموفق والمستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى