حكم الإنتماء للحزب الشيوعي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالشيوعية مذهب فكري يقوم على الإلحاد وأن المادة هي أساس كل شيء ويفسر التاريخ بصراع الطبقات وبالعامل الاقتصادي، ظهرت في ألمانيا على يد ماركس وانجلز، وتجسدت في الثورة البلشفية التي ظهرت في روسيا سنة 1917م بتخطيط من اليهود، واتسعت على حساب غيرها بالحديد والنار، وقد تضرر المسلمون منها كثيراً، وهناك شعوب محيت بسببها من التاريخ.
وقد وضعت أسسها الفكرية النظرية على يد كارل ماركس اليهودي الألماني (1818-1883) وهو حفيد الحاخام اليهودي المعروف ( مردخاي ماركس)، وساعده في التنظير للمذهب فريدريك انجلز ( 1820-1895) وهو صديق كارل ماركس الحميم، وقد ساعده في نشر المذهب، كما أنه ظل ينفق على ماركس وعائلته حتى مات
ومن أبرز مؤسسيها كذلك لينين، واسمه الحقيقي: فلاديمير أليتش بوليانوف، وهو قائد الثورة البلشفية الدامية في روسيا ( 1917) ودكتاتورها المرهوب، كان قاسي القلب، مستبداً برأيه، حاقداً على البشرية، ولد سنة 1870م، ومات سنة 1924م، وهناك دراسات تقول بأن لينين يهودي الأصل، وكان يحمل اسماً يهودياً، ثم تسمى باسمه الروسي الذي عرف به، مثله مثل تروتسكي في ذلك، ولينين هذا هو الذي وضع الشيوعية موضع التنفيذ، وله كتب كثيرة وخطب ونشرات أهمها ما جمع في ما يسمى (مجموعة المؤلفات الكبرى)
ومن المؤسسين كذلك ستالين: واسمه الحقيقي جوزيف فاديونوفتش زوجاشفلى ( 1879- 1954م) وهو سكرتير الحزب الشيوعي ورئيسه بعد لينين، اشتهر بالقسوة والجبروت والطغيان والدكتاتورية وشدة الإصرار على رأيه، يعتمد في تصفية خصومه على القتل والنفي، كما أثبتت تصرفاته أنه مستعد للتضحية بالشعب كله في سبيل شخصه، وقد ناقشته زوجته مرة فقتلها.
ومنهم تورتسكي: ولد سنة 1879 واغتيل سنة 1940م بتدبير من ستالين، وهو يهودي واسمه الحقيقي بروشتاين. وله مكانته هامة في الحزب وقد تولى الشؤون الخارجية بعد الثورة ثم أسندت إليه شؤون الحرب…ثم فصل من الحزب بتهمة العمل ضد مصلحة الحزب، ليخلو الجو لستالين الذي دبر له عملية اغتيال للخلاص منه نهائياً.
وأما الأفكار و المعتقدات التي بنيت عليها هذه النحلة فإنها تتمثل في الآتي:
1- إنكار وجود الله تعالى وكل الغيبيات، والقول بأن المادة هي أساس كل شيء وشعارهم: نؤمن بثلاثة: ماركس ولينين وستالين، ونكفر بثلاثة: الله، الدين، الملكية الخاصة. عليهم من الله ما يستحقون.
2- فسروا تاريخ البشرية بالصراع بين البورجوازية والبروليتاريا وينتهي هذا الصراع حسب زعمهم بدكتاتورية البروليتاريا.
3- محاربة الأديان واعتبارها وسيلة لتخدير الشعوب وخادماً للرأسمالية والإمبريالية والاستغلال مستثنين من ذلك اليهودية، لأن اليهود شعب مظلوم يحتاج إلى دينه ليستعد حقوقه المغتصبة!!.
4- يحاربون الملكية الفردية ويقولون بشيوعية الأموال وإلغاء الوراثة.
5- لا قيمة عندهم للعمل أمام أهمية المادة وأساليب الإنتاج.
6- إن كل تغير في العالم في نظرهم إنما هو نتيجة حتمية لتغير وسائل الإنتاج، وإن الفكر والحضارة والثقافة هي وليدة التطور الاقتصادي.
7- يحكمون الشعوب بالحديد والنار ولا مجال لإعمال الفكر، والغاية عندهم تبرر الوسيلة.
8- يعتقدون بأنه لا آخرة ولا عقاب ولا ثواب في غير الحياة الدنيا، ويقولون أن الأخلاق نسبية وهي انعكاس لآلة الإنتاجز
9- يحكمون الشعوب بالحديد والنار، ولا مجال لإهمال الفكر، والغاية عندهم تبرر الوسيلة.
10- يؤمنون بأزلية المادة وأن العوامل الاقتصادية هي المحرك الأول للأفراد والجماعات
11- يقولون بدكتاتورية الطبقة العاملة ويبشرون بالحكومة العالمية.
12- تؤمن الشيوعية بالصراع والعنف وتسعى لإثارة الحقد والضغينة بين العمال وغيرهم
13- الدولة هي الحزب والحزب هو الدولة.
14- المكتب السياسي الأول للثورة البلشفية يتكون من سبعة أشخاص كلهم يهود إلا واحداً وهذا يعكس مدى الارتباط بين الشيوعية واليهودية.
15- يزعمون بأن القرآن الكريم وضع خلال حكم عثمان t ثم طرأت عليه عدة تغيرات حتى القرن الثامن ويصفونه بأنه سلاح لتخدير الشعوب.
16- تنكر الماركسية الروابط الأسرية وترى فيها دعامة للمجتمع البرجوازي، وبالتالي لا بد من أن تحل محلها الفوضى الجنسية.
17- لا يحجمون عن أي عمل مهما كانت بشاعته في سبيل غايتهم وهي أن يصبح العالم شيوعياً تحت سيطرتهم. قال لينين: (إن هلاك ثلاثة أرباع العالم ليس بشيء إنما الشيء الهام هو أن يصبح الربع الباقي شيوعياً) وهذه القاعدة طبقوها في روسيا أيام الثورة وبعدها، وكذلك في الصين وغيرها حيث أبيدت ملايين من البشر، كما أن اكتساحهم لأفغانستان ـ في أواخر السبعينيات من القرن الماضي ـ بعد أن اكتسحوا الجمهوريات الإسلامية الأخرى كبخارى وسمرقند وبلاد الشيشان والشركس. إنما ينضوي تحت تلك القاعدة الإجرامية.
18- يهدمون المساجد ويحولونها إلى دور ترفيه ومراكز للحزب، ويمنعون المسلم من إظهار شعائر دينه، أما اقتناء المصحف فهو جريمة كبرى يعاقب عليها بالسجن لمدة سنة كاملة.
19- لقد كان توسعهم على حساب المسلمين فكان أن احتلوا بلادهم وأفنوا شعوبهم وسرقوا ثرواتهم واعتدوا على حرمة دينهم ومقدساتهم.
20- يعتمدون على الغدر والخيانة والاغتيالات لإزاحة الخصوم ولو كانوا من أعضاء الحزب.
وأما الجذور الفكرية والعقائدية التي يتضح من خلالها أسس هذه النحلة الهدامة فهي كما يلي:
– لم تستطيع الشيوعية إخفاء تواطئها مع اليهود وعملها لتحقيق أهدافهم، فقد صدر منذ الأسبوع الأول للثورة قرار ذو شقين بحق اليهودي:
1- يعتبر عداء اليهود عداء للجنس السامي يعاقب عليه القانون.
2- الاعتراف بحق اليهود في إنشاء وطن قومي في فلسطين.
– يصرح ماركس بأنه اتصل بفيلسوف الصهيونية وواضع أساسها النظري وهو (موشيه هيس) أستاذ هرتزل الزعيم الصهيوني الشهير.
– جد ماركس هو الحاخام اليهودي المشهور في الأوساط اليهودية (مردخاي ماركس).
– تأثرت الماركسية إضافة إلى الفكر اليهودي بجملة من الأفكار والنظريات الإلحادية منها:
1- مدرسة هيجل العقلية المثالية.
2- مدرسة كومت الحسية الوضعية.
3- مدرسة فيورباخ في الفلسفة الإنسانية الطبيعة.
4- مدرسة باكونين صاحب المذهب الفوضوي المتخبط
– وقد دخلت الشيوعية إلى بلاد شرق أوروبا بالقوة والنار والتسلط الاستعماري، ولذلك فإن جل شعوب هذه الدول أصبحت تتململ بعد أن عرفت الشيوعية على حقيقتها وأنها ليست الفردوس الذي صُوِّر لهم، وبالتالي بدأت الانتفاضات والثورات تظهر هنا وهناك كما حدث في بولندا والمجر وتشيكوسلوفاكيا، حتى استطاعوا التخلص منها ـ واحدة تلو الأخرى ـ مع نهايات القرن الميلادي المنصرم، وجروا تمثال لينين من الميدان الأحمر في موسكو
– أما في العالم الإسلامي فقد استفادوا من جهل بعض الحكام وحرصهم على تدعيم كراسيهم ولو على حساب الدين، حتى اكتسحت بعض الدول وصارت حاكمة فيها بواسطة عملائها، وأسست أحزاباً لها في كثير من الدول العربية والإسلامية وقد انضم إليهم كثير من عوام المسلمين مع الأسف، غافلين عن أن الانضمام لهؤلاء من التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله عنه في محكم كتابه
وبهذا تعلم أن الشيوعية مذهب كفري من دعا له أو سانده وهو يعلم حقيقته فهو كافر بالله ورسوله، وقولهم إنهم يعترفون بالأديان كعقيدة غير صحيح، فإن من مبادئهم إنكار وجود الله وأن الدين أفيون الشعوب. على أنهم لو اعترفوا بجميع الديانات كعقيدة ومارسوا شعائرها وتحاكموا إليها، لم يخرجوا بذلك عن الكفر بالله ورسوله، حتى يعتقدوا بأن الإسلام هو دين الله الذي لا يقبل من أحد دين سواه ويقروا بذلك. ويتحاكموا إليه دون غيره، ويبرأوا من الشيوعية وغيرها من المذاهب الكفرية والأديان الباطلة. قال تعالى: )إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ(، وقال سبحانه: )وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ( وقال جل وعلا: )أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً(. قال ابن القيم: … فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله ويعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله أو يطيعونه في غير ما يعلمون أنه طاعة لله.. وقال عز من قائل: )إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ( وقال تقدست أسماؤه: )وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ(
وعليه فلا يجوز لعبد يؤمن بالله واليوم الآخر الانضمام إلى الحزب الشيوعي، لمحاربته العلنية والخفية للإسلام وعدائه للمسلمين، ولعمله الدؤوب في زرع الفتن وصرف الناس عن دينهم، ولا يخفى أن كثيراً من قادة هذه الحزب يتظاهرون بالإسلام وربما رفعوا شعارات القومية أو الوطنية للتمويه على العوام.