خطب الجمعة

الرسوم المسيئة

خطبة يوم الجمعة 25/3/1436 الموافق 16/1/2015

1- إن الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم طعن في الرسالة، وذمه ذم للدين، قد أجمع على ذلك أهل العلم رحمهم الله تعالى. وقد كان الصحابة رضي الله عنهم لا يتسامحون مع من يعتدي على جناب رسول الله صلى الله عليه وسـلم، والشواهد على ذلك كثيرة، منها:

  • قتل عدو الله كعب بن الأشرف على يد محمد بن مسلمة رضي الله عنه، وقد قال عباد بن بشر رضي الله عنه في ذلك

صَرَخْت بِهِ فَلَمْ يَجْفِلْ لِصَوْتِي … وَأَوْفَى طَالِعًا مِنْ فَوْقِ قَصْرِ

فَعُدْت فَقَالَ مَنْ هَذَا المنادى … فقلت أخوك عبّاد بن بشر

فَقَالَ مُحَمّدٌ أَسْرِعْ إلَيْنَا … فَقَدْ جِئْنَا لِتَشْكُرَنَا وَتَقْرِي

وَتَرْفِدَنَا فَقَدْ جِئْنَا سِغَابًا … بِنِصْفِ الْوَسْقِ مِنْ حَبّ وَتَمْرٍ

وَهَذِي دِرْعُنَا رَهْنًا فَخُذْهَا … لِشَهْرٍ إنْ وَفّى أَوْ نِصْفِ شَهْرِ

فَقَالَ مَعَاشِرٌ سَغِبُوا وَجَاعُوا … لَقَدْ عَدِمُوا الْغِنَى مِنْ غَيْرِ فَقْرِ

وَأَقْبَلَ نَحْوَنَا يَهْوِي سَرِيعًا … وَقَالَ لَنَا لَقَدْ جِئْتُمْ لِأَمْرِ

وَفِي أَيْمَانِنَا بِيضٌ حِدَادٌ … مُجَرّبَةٌ بِهَا الْكُفّارُ نَفْرِي

فَعَانَقَهُ ابْنُ مَسْلَمَةَ الْمُرَادِي… بِهِ الْكَفّانِ كَاللّيْثِ الْهِزَبْرِ

وَشَدّ بِسَيْفِهِ صَلْتًا عَلَيْهِ … فَقَطّرَهُ أَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرِ

وَصَلْت وَصَاحِبَايَ فَكَانَ لَمّا … قَتَلْنَاهُ الْخَبِيثَ كَذِبْحِ عِتْر

وَمَرّ بِرَأْسِهِ نَفَرٌ كِرَامٌ … هُمُ نَاهُوك مِنْ صِدْقٍ وَبِرّ

وَكَانَ اللهُ سَادِسَنَا فَأُبْنَا … بِأَفْضَلِ نِعْمَةٍ وَأَعَزّ نَصْرِ

  • قتل أبي رافع تاجر الحجاز
  • قتل أبي جهل على يد ابني عفراء رضي الله عنهما
  • عن الشعبي عن أمير المؤمنين عليٍّ t “أن يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فخنقها رجل حتى ماتت، فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذمتها” رواه أبو داود
  • وعن ابن عباس أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فينهاها فلا تنتهي، ويزجرها فلا تنزجر، فلما كان ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه، فأخذ المعول فجعله في بطنها، واتكأ عليه فقتلها، فلما أصبح ذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال: أنشد الله رجلاً فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام، فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتدلدل حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنا صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك، فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المعول فوضعته في بطنها، واتكأت عليه حتى قتلتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا اشهدوا أن دمها هدر” رواه أبو داود والنسائي
  • روى الشيخان من حديث مالك عن الزهري عن أنس رضي الله عنه: أن عبد الله بن خطل بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقاً وبعث معه رجلاً من الأنصار وكان معه مولى له فغضب عليه غضبة فقتله، ثم ارتد مشركاً، وكان له قينتان تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، فلهذا أهدر دمه ودم قينتيه قتل هو متعلق بأستار الكعبة، اشترك في قتله أبو برزة الأسلمي وسعيد بن حريث المخزومي. وانظر البداية والنهاية 4/296

2- قال أبو بكر بن المنذر: أجمع عوام أهل العلم على أن من سبَّ النبي صلى الله عليه وسلم يقتل، وممن قال بذلك مالك بن أنس والليث وأحمد وإسحاق وهو مذهب الشافعي. قال القاضي عياض رحمه الله: وهو مقتضى قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولا تقبل توبته عند هؤلاء، وبمثله قال أبو حنيفة وأصحابه والثوري وأهل الكوفة والأوزاعي في المسلمين، لكنهم قالوا: هي ردة. إلى أن قال: ولا نعلم خلافاً في استباحة دمه بين علماء الأمصار وسلف الأمة، وقد ذكر غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره. انظر الشفا في التعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم 2/21534ـ

3- ومن فتاوى أهل العلم الثقات في ذات الشان:

  • أفتى فقهاء القيروان وأصحاب سحنون بقتل إبراهيم الفزاري وكان ممن يحضر مجلس القاضي أبي العباس بن طالب للمناظرة، فرفعت عليه أمور منكرة في الاستهزاء بالله وأنبيائه ونبينا صلى الله عليه وسلم فأحضر له القاضي يحيى بن عمر وغيره من الفقهاء وأمر بقتله وصلبه، فطعن بالسكين وصلب منكَّساً ثم أنزل وأحرق بالنار، وحكى بعض المؤرخين أنه لما رفعت خشبته وزالت عنها الأيدي استدارت وحولته عن القبلة فكان آية للجميع وكبَّر الناس، وجاء كلب فولغ في دمه.
  • روى ابن وهب عن مالك: من قال: إن رداء النبي صلى الله عليه وسلم وسخ أراد به عيبه قُتِلَ
  • أفتى أبو الحسن القابسي فيمن قال: الجمال يتيم أبي طالب بالقتل
  • أفتى أبو محمد بن أبي زيد بقتل رجلٍ سمع قوماً يتذاكرون صفة النبي صلى الله عليه وسلم إذ مر بهم رجل قبيح الوجه واللحية، فقال لهم: تريدون تعرفون صفته؟ هي في صفة هذا المار في خَلْقَه ولحيته. قال: ولا تُقبل له توبة وقد كذب لعنه الله وليس يخرج من قلب سليم الإيمان.

خديعة شارل إبدو

لا يمكن لشخص ولا يمكن لشخص في الواقع إلا أن يقر بأن قتل أي إنسان هي جريمة، جريمة بشعة لا يمكن لأحد أن يقبلها. فما بالنا بعشرين قتيلا؟ نعم، الرقم مفزع! لكن من تلك الواقعة إلى استدعاء وفرض تجمعات يتصدرها قادة سياسيون ونقابيون، ورجال دين فرنسيين، إضافة إلى العديد من رؤساء الحكومات الأجنبية من كل دول أوروبا تقريبا، بما في ذلك رئيس الاتحاد الأوروبي، ورئيس البرلمان الأوروبي، ورئيس المجلس الأوروبي، بل وقادة غير أوروبيين ومن إفريقيا، وتمتد القائمة لتضم رئيس وزراء الدولة الصهيونية، ليساهموا في “المسيرة الجمهورية” كما يطلقون عليها، وذلك اليوم، يوم الأحد الموافق 11 يناير 2015، في باريس وفى بلدان فرنسية أخرى، فذلك في حد ذاته مريب.. ولا نقول شيئا عن آلاف الأشخاص الذين تجمعوا أمس في عدد من المدن الفرنسية، تحية لضحايا الاعتداء. فهنا ترتفع علامة استفهام وتفرض نفسها على الساحة. بل علامة استفهام مزدوجة، تتعلق أولا بلعبة السياسة المنفرة، التي تحرك خيوط لعبة هذه المسيرات، ثم ذلك الموقف المرفوض لتصرف متناقض، بل شديد التناقض.

إن التناقض في التصرفات والمواقف حيال هذه الخديعة جد منفر إذا ما قارننا مقتل عشرين شخصا بعدة ملايين من المسلمين الذين تم اغتيالهم أو نسفهم أو احتراقهم كلية بما القى عليهم في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا وخاصة في فلسطين

وحيال هذا الموقف الذى يتطلب ردود الفعل الحاسمة وليس اللغو بالكلمات، أؤكد أن هذه الخديعة الفرنسية الجديدة تمثل جزء لا يتجزأ من قرارات مجمع الفاتيكان الثاني، الذى قرر تنصير العالم تحت عبارة جبانة هي: “تبشير العالم” .. فعندما بدأت الألفية الثالثة وكان الإسلام لا يزال قائما، قام مجلس الكنائس العالمي في أوائل يناير 2001 بفرض عملية اقتلاع الإسلام على الولايات المتحدة بحكم أنها أصبحت القوة العسكرية الوحيدة بعد اقتلاع الإتحاد السوفييتي، وفقا لقرارات مجمع الفاتيكان الثاني أيضا !

وهذه الجريدة نفسها أغلقت لما تكلمت بما لا يليق عن رئيس فرنسا شارل ديجول بعد موته، واضطرت للاعتذار لما تكلمت عن نجل الرئيس الفرنسي السابق وعرضت بأصوله اليهودية، وطردت الصحفي الذي كتب ذلك الكلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى