الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير، يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا وإمامنا وعظيمنا محمدا رسول الله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير، والبشير النذير، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الذين عزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون. أما بعد.
فإن الله عز وجل قد أقام هذا الكون على ميزان العدل كما قال سبحانه وتعالى {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} وقال جل من قائل {والسماء رفعها ووضع الميزان . ألا تطغوا في الميزان} وأمرنا جل جلالـه أن نكون أمناء صادقين، لا كذبة غشاشين؛ فما خطب رسول الله صلى الله علـيه وسلم خطبة إلا قال فيها (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له) وإن الناظر في حياة الناس اليوم يجد أن الغش قد صار سمة بارزة في الأقوال والأفعال والتصرفات؛ فما أقبحه من خلق وما أرذلها من خصلة، ولعل هذا الزمان هو الذي عناه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه حين قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة، وحدثنا عن رفعها، فقال (ينام الرجل النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة، فتقبض، فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبرا، وليس فيه شيء، ويصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، ويقال للرجل: ما أعقله، وما أظرفه، وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان) قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: والوكت: أثر الشَّيْء الْيَسِير، وَمِنْه: بسر موكت بِكَسْر الْكَاف: إِذا بدا فِيهِ شَيْء من الإرطاب. والمجل: أثر الْعَمَل فِي الْكَفّ، يُقَال: مجلت يَده ومجلت، لُغَتَانِ. وَقَوله: فتراه منتبرا: أَي منتفطاً، يَعْنِي ارْتِفَاع الْجلد وَلَا شَيْء تَحْتَهُ. وقد قال عليه الصلاة والسلام “إن بين يدي الساعة سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب الصادق، ويخون الأمين ويؤتمن الخائن، ويتحدث الرويبضة” الرجل التافه يتحدث في أمر العامة.
وإني لذاكر بعض صور الغش التي فشت في مجتمعات الناس فيما يتعلق بعلاقاتهم الاجتماعية، وما تناولت هذا الموضوع إلا بعدما كثرت الشكوى كتابة ومشافهة، وتهدمت بيوت وتشتت أسر وعانى الناس من بعدهم عن شرع الله ودينه، ومن ذلك:
1- ما يظهره بعض الشباب من محبة ووله ببعض الفتيات لا لشيء إلا من أجل أن يقضي معها وقتاً يروِّح به عن نفسه وينفِّس بعض ما يجد من عاطفة مكبوتة أو شهوة مكتومة، ولا غاية له في الاقتران بها أو التزوج منها وإنما هو عبث ولعب ليس إلا!! ولو سأل هذا الإنسان نفسه سؤالاً واحداً مفاده: أكان يرضى هذا الأمر لأخته؟ أيرضاه لواحدة من ذوي رحمه؟ لعلم يقينا أن ما لا يرضاه لنفسه ما ينبغي أن يرضاه للناس؛ فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ. مَهْ. فَقَالَ: “ادْنُهْ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا”. قَالَ: فَجَلَسَ قَالَ: “أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟” قَالَ: لَا وَاللهِ. جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: “وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ”. قَالَ: “أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟” قَالَ: لَا وَالله. يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ قَالَ: “وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ”. قَالَ: “أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟” قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: “وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ”. قَالَ: “أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟” قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: “وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ”. قَالَ: “أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟” قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: “وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ”. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: “اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ” قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ. فمن سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه.
2- الخيانة والتماس فرصها؛ كما في حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ذات يوم في خطبته (وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق. ورجل رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم. وعفيف متعفف ذو عيال. قال: وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبعاً لا يتبعون أهلاً ولا مالا. والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا هو يخادعك عن أهلك ومالك. وذكر البخل أو الكذب، والشنظير الفحاش) وفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله علـيه وسلم قال (ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ – قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ – وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ) قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ سَبَبُهُ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْتَزَمَ الْمَعْصِيَةَ الْمَذْكُورَةَ مَعَ بُعْدِهَا مِنْهُ وَعَدَمِ ضَرُورَتِهِ إِلَيْهَا وَضَعْفِ دَوَاعِيهَا عِنْدَهُ وَإِنْ كَانَ لَا يُعْذَرُ أَحَدٌ بِذَنْبٍ لَكِنْ لَمَّا لَمْ يَكُنْ إِلَى هَذِهِ الْمَعَاصِي ضَرُورَةٌ مُزْعِجَةٌ ولا دواعى متعادة أَشْبَهَ إِقْدَامُهُمْ عَلَيْهَا الْمُعَانَدَةَ وَالِاسْتِخْفَافَ بِحَقِّ اللَّهِ تَعَالَى وَقَصْدَ مَعْصِيَتِهِ لَا لِحَاجَةٍ غَيْرِهَا فَإِنَّ الشَّيْخَ لِكَمَالِ عَقْلِهِ وَتَمَامِ مَعْرِفَتِهِ بِطُولِ مَا مَرَّ عَلَيْهِ مِنَ الزَّمَانِ وَضَعْفِ أَسْبَابِ الْجِمَاعِ وَالشَّهْوَةِ لِلنِّسَاءِ وَاخْتِلَالِ دَوَاعِيهِ لِذَلِكَ عِنْدَهُ مَا يُرِيحُهُ مِنْ دَوَاعِي الْحَلَالِ فِي هَذَا وَيُخَلِّي سره منه فكيف بالزنى الْحَرَامِ وَإِنَّمَا دَوَاعِي ذَلِكَ الشَّبَابُ وَالْحَرَارَةُ الْغَرِيزِيَّةُ وَقِلَّةُ الْمَعْرِفَةِ وَغَلَبَةُ الشَّهْوَةِ لِضَعْفِ الْعَقْلِ وَصِغَرِ السِّنِّ وَكَذَلِكَ الْإِمَامُ لَا يَخْشَى مِنْ أَحَدٍ مِنْ رَعِيَّتِهِ وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى مُدَاهَنَتِهِ وَمُصَانَعَتِهِ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ إِنَّمَا يُدَاهِنُ وَيُصَانِعُ بِالْكَذِبِ وَشِبْهِهِ مَنْ يَحْذَرُهُ وَيَخْشَى أَذَاهُ وَمُعَاتَبَتَهُ أَوْ يَطْلُبُ عِنْدَهُ بِذَلِكَ مَنْزِلَةً أَوْ مَنْفَعَةً وَهُوَ غَنِيٌّ عَنِ الْكَذِبِ مُطْلَقًا وَكَذَلِكَ الْعَائِلُ الْفَقِيرُ قَدْ عَدِمَ الْمَالَ وَإِنَّمَا سَبَبُ الْفَخْرِ وَالْخُيَلَاءِ وَالتَّكَبُّرِ وَالِارْتِفَاعِ عَلَى الْقُرَنَاءِ الثَّرْوَةُ فِي الدُّنْيَا لِكَوْنِهِ ظَاهِرًا فِيهَا وَحَاجَاتُ أَهْلِهَا إِلَيْهِ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ أَسْبَابُهَا فَلِمَاذَا يَسْتَكْبِرُ وَيَحْتَقِرُ غَيْرَهُ فَلَمْ يَبْقَ فِعْلُهُ وَفِعْلُ الشَّيْخِ الزَّانِي وَالْإِمَامُ الْكَاذِبُ إِلَّا لِضَرْبٍ مِنَ الِاسْتِخْفَافِ بِحَقِّ اللَّهِ تَعَالَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ
3- في العلاقات الاجتماعية بين النساء؛ عن أسماء رضي الله عنها قالت: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن لي ضرة؛ فهل عليَّ جناح أن أتشبع من مال زوجي بما لم يعطني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {المتشبِّع بما لم يعط كلابس ثوبي زور} وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال {لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المحلل والمحلل له}
4- من الغش أن يعمد الرجل إلى امرأة يتزوجها ثم لا يعطيها ما أوجب الله عليه من صداقها بقوله {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة} وقد روى الإمام أحمد والطبراني في معجمه الكبير وسعيد بن منصور في سننه من حديث صهيب رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَيُّمَا رَجُلٍ أَصْدَقَ امْرَأَةً صَدَاقاً وَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَيْهَا، فَغَرَّهَا بِاللهِ، وَاسْتَحَلَّ فَرْجَهَا بِالْبَاطِلِ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَهُوَ زَانٍ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ ادَّانَ مِنْ رَجُلٍ دَيْنًا، وَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَيْهِ، فَغَرَّهُ بِاللهِ، وَاسْتَحَلَّ مَالَهُ بِالْبَاطِلِ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَهُوَ سَارِقٌ)
5- الغش للزوجة والعيال بأن يطعمهم حراماً؛ فتكون المكاسب مما حرم الله عز وجل كالقمار والربا والرشوة والتدليس والاحتكار وبيع المحرمات كالخمر والخنزير والميتة والأصنام، وأكل أموال الناس بالباطل، والتحايل على المحرمات، وقد قيل: (من عاش بالحيلة مات بالحيرة)
6- من الغش الحاصل في العلاقات الزوجية أن يكتم أحد الزوجين ما يعاني من مرض مؤثر يثبت للأخر حق الفسخ؛ أو أن يكتم الأهل ذلك من برص أو جنون أو جذام أو عنة أو جب أو خصاء أو قرن أو عفل أو فتق، ومن الغش كذلك أن تتجمل المرأة بما هو زور وباطل من أجل أن تظهر أمام خاطبها على غير حقيقتها ثم تقع بينهما العداوة والبغضاء حين يعلم أنه قد مورس معه الخديعة والمكر
7- ومن الغش المراءاة بالأعمال حين يعمد بعض الناس إلى الحديث عما عمل أو عما لم يعمل؛ فإن بعض الناس يرائي بما عمل، وبعضهم عياذاً بالله يرائي بما لم يعمل؛ مرادهم من ذلك أن يجدوا لهم في قلوب الناس منزلة؛ ظناً منهم أن الله تعالى لا يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، {يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية} وقد قال سبحانه {أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه} وعن معاذ قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “الغزو غزوان، فأما من غزا ابتغاء وجه الله تعالى، وأطاع الإمام وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد في الأرض، فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من عزا فخراً ورياءً وسمعة، وعصى الإمام، وأفسد في الأرض فإنه لن يرجع بالكفاف”
8- من الغش أن ينشر الإنسان ما أمر الله بستره مما يكون بينه وبين زوجه في الفراش. وقد قال النبي صلى الله علـيه وسلم لأصحابه يوماً: “أَلَا هَلْ رَجُلٌ يُغْلِقُ بَاباً وَيُرْخِي سِتْراً فَيَقُولُ: فَعَلْتُ بِامْرَأَتِي وَفَعَلْتُ”. فَقَامَتْ جَارِيَةٌ فَقَالَتْ: إِي وَاللَّهِ لَيَقُولُونَ ذَاكَ وَاللَّهِ إِنَّهُنَّ لَيَقُلْنَ. قَالَ: «أَفَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِمَثَلِ ذَلِكَ؟» قَالُوا: وَمَا مَثَلُهُ؟ قَالَ: «كَمَثَلِ شَيْطَانٍ لَقِيَ شَيْطَانَةً فِي الطَّرِيقِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ» وَقَالَ: «لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ وَلَا يُبَاشِرِ الرَّجُلُ الرَّجُلَ إِلَّا الْوَالِدُ وَالْوَلَدُ» ثُمَّ قَالَ: (أَلَا إِنَّ طِيبَ الرَّجُلِ رِيحٌ لَا لَوْنَ لَهُ وَطِيبُ النِّسَاءِ لَوْنٌ لَا رِيحَ لَه)
9- الغش في النصح، ويراد به عدم الإخلاص في النصح، ومرجعه سواد القلب؛ فالمؤمنون نصحة بررة، والمنافقون غششة فجرة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال {يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة} الحديث وفيه: فما بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما هو إلا ما رأيت. قال: فانصرفت عنه، فلما وليت دعاني وقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي على أحد من المسلمين غشاً، ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: فهذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق. عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم}
10- الغش في الهيئة والشكل؛ سواء كان للإيحاء بغير حقيقة الباطن، أو للظهور بغير حقيقة الواقع؛ فعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة}
11- الكذب من الغش أن يري الإنسان عينيه ما لم تريا؛ فذلك من أفرى الفرى وأعظم الكذب؛ خاصة إذا رتب على ذلك أحكاماً ومطالبات للناس
12- ومن الغش أن يتزوج الرجل بثانية ثم يعمد إلى إهمال الأولى وتضييع حقوقها والتفريط في القيام بما أوجب الله عليه نحوها من القسط والعدل، وقد قال رسول الله صلى الله علـيه وسلم (من له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل) رواه أصحاب السنن الأربعة كانت وابن حبان والحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقد قال أهل العلم: إن العدل في النفقة والمبيت واجب بين الكبيرة والصغيرة والمريضة والصحيحة والجميلة والدميمة والعاقر وذات الولد، وقد كان رسول الله صلى الله علـيه وسلم يقسم بين نسائه ثم يقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك)