خطب الجمعة

خصال المنافقين

خطبة يوم الجمعة 22/9/1433 الموافق 10/8/2012

أولاً: السعي في إيصال الأذى وإيقاع الضر بالمسلمين {لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودُّوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر} {ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء} لا يبالون في سبيل ذلك أن يضعوا أيديهم في يد كل من عادى الله ورسوله، ويستمدون النصرة من كل كاره للإسلام وأهله، يحدثنا التاريخ أن سقوط بغداد كان بسبب رجل يقال له نصير الدين الطوسي، رافضي خبيث راسل التتار في السر وزين للخليفة المستعصم أن يسلم أمره، وثبطه عن أخذ الأهبة والاستعداد لقتال التتار، ويحدثنا التاريخ المعاصر عن سقوط كابل ومن بعدها بغداد هل كان ذلك بفعل الصليبيين وحدهم؟

ثانياً: أذية رسول الله صلى الله عليه وسلم {ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن} طعنوا في عرضه، وقصة الإفك غير بعيدة عن الأذهان، وطعنوا في ذمته المالية، ومن ذلك قولهم بعد إحدى الغزوات في الدرع التي فقدت: لعل رسول الله أخذها!! وطعنوا في غرضه وغايته فقالوا: انظروا لهذا الرجل يريدنا أن نتخذه إلهاً كما اتخذت النصارى المسيح بن مريم!! بل في تقسيم الصدقات اتهموا ذمته {ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون} والحكم الإلهي عام فيهم وفي أشباههم {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهينا}

ثالثاً: الاستهزاء بشعائر الدين وبعباد الله الصالحين {يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزوؤا إن الله مخرج ما تحذرون} {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم} وفي زماننا قد يسمون شباب الإٍسلام الذين رضوا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً بالأسماء المنفرة؛ فيقولون: متطرفون متنطعون ظلاميون رجعيون متخلفون منكفئون، ومن سمعوه يدعو إلى تحكيم الشريعة وسيادة مرجعية الإسلام نبذوه بأنه من جماعات الإسلام السياسي {إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون + وإذا مروا بهم يتغامزون + وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين + وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون}

رابعاً: الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف والبخل بما آتاهم الله من فضله مع ترك أمره سبحانه {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون}

خامساً: دينهم تابع لأهوائهم ومصالح دنياهم {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به} {وإن تصبهم حسنة يقولوا هذا من عند الله}

سابعاً: سوء ظنهم بالله عز وجل {يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون لو كان من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا} {ويعذب المنافقين والمنافقين والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم} {بل ظننتم ألن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا}

ثامناً: محاولة إلقاء الوهن والشك في قلوب المؤمنين {لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم} {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين} {إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم} {وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا}

تاسعاً: يكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع {وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان} {وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا + ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة} {ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها} {سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوا ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله}

عاشراً: كراهية حكم الله والرغبة فيما سواه {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به} لربما يكتب أحدهم أن الإسلام ليس فيه نظام سياسي ويستدل على ذلك بأن مصطلح الدولة لم يرد في القرآن والسنة!! أو يكتب أن الإسلام لا يتضمن نظاماً اقتصادياً!! {ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين + وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون} {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم + فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم + ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}

حادي عشر: همهم رضا الناس عنهم؛ أما رضا الله فلا يخطر لهم على بال {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهم معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول} {يحلفون لكم لترضوا عنهم} {يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين}

ثاني عشر: ولاية الكفر ومد حبال المودة معهم {بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليما + الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم} {ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون}

ثالث عشر: التواري خلف شعارات وأحوال المسلمين {والذين اتخذوا مسجداً ضرارا وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل}

خامس عشر: يستعينون على باطلهم بالمظاهر الجوفاء والخطب الرنانة {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم}

سادس عشر: يقيسون كل شيء بالمادة التي بين أيديهم ولا يثقون بالغيب أبدا {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا}

سابع عشر: عزتهم جاهلية وعصبيتهم مقيتة {يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل}

ثامن عشر: محبة الشر للمسلمين وكراهية الخير لهم {إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها} {إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون}

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى