1ـ أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالتوجه إلى بيت المقدس ونزلت آية )قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره(
2ـ هل كان هذا التحويل في منتصف شهر رجب على ما جزم به جمهور العلماء، ورواه الحاكم بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أم كان التحويل في نصف شعبان على ما قال به بعضهم
3ـ الدروس المستفادة من تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام:
- أن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا معقِّب لحكمه، فالدين دينه، والشرع شرعه، والحكم حكمه، الحلال ما أحل، والحرام ما حرم، والدين ما شرع
- أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو أعظم الناس عبودية لربه جل جلاله حين بادر إلى تنفيذ أمر الله وهو في الصلاة، وما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من المسارعة إلى تنفيذ أمر الله تعالى؛ حين كانوا في مسجد بني حارثة وفي قباء فأخبرهم مخبر بتحويل القبلة فاستداروا وهم في الصلاة. عن البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستَّة عشر شهرا أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها، صلاة العصر، وصلى معه قوم. فخرج رجل ممن كان صلى معه، فمر على أهل المسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم قبَل مكة، فدارُوا كما هم قبل البيت. وكان الذي مات على القبلة قبل أن تُحَوّل قبل البيت رجالا قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله جل جلاله )وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ(
- اختبار الله تعالى لعباده بالأوامر والنواهي؛ ليميز الله الخبيث من الطيب، وليعلم المؤمنين المخلصين من الشاكين المرتابين )وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم( )وَإِذَا مَا أُنزلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ # وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ( وقال تعالى )قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى( وقال تعالى )وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا(
- شغب السفهاء من اليهود وطعنهم في الدين )سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم( روى الإمام أحمد عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني في أهل الكتاب -:”إنهم لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة، التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين”
- وسطية هذه الأمة )وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا( قال ابن كثير رحمه الله تعالى: لما جعل الله هذه الأمة وسطاً خَصَّها بأكمل الشرائع، وأقوم المناهج، وأوضح المذاهب
4ـ من أحداث هذا الأسبوع ما كان من اجتماع أهل العلم والفضل من داخل السودان وخارجه في مؤتمر حاشد؛ صحبته دروس نافعة ودورات مباركة ولقاءات خيرة، ثم مسك الختام في توصيات نسأل الله أن يعين الجميع على العمل بها وإنفاذها
ومن أحداث هذا الأسبوع كذلك ما وقع من اعتداء على حياة رئيس تحرير جريدة الوفاق، حيث اختطفه مجهولون من بيته تحت جنح الظلام ثم قتلوه ذبحاً، وهاهنا لا بد من بيان جملة من الحقائق التي يتعين بيانها؛ إذ تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز:
أولاها: أن حفظ الأمن وصيانة الدماء مسئولية الدولة، التي لا ينبغي الإخلال بها ولا التفصي عنها
ثانيها: أن إقامة الحدود وضرب الرقاب وإنفاذ حكم الله فيمن خالفه من مسئوليات ولي الأمر، وليست لآحاد الناس، وعلى هذا إجماع أهل العلم
ثالثها: أن الاعتداء على حياة الناس بمثل هذه الطريقة البشعة ليس من شيم هذا الشعب ولا من أخلاقياته، وقد عاش الناس ولا يزالون في أجواء من التسامح والتراحم والتصافي، ومثل هذه الروح الانتقامية ينبغي أن يتداعي الناس لوأدها قبل ألا تبقي ولا تذر