1ـ وصية الإسلام بالوالدين لا تعني أن تبيح لهما أذية أولادهما بالإساءة إليهم وإسماعهم ما لا يحبون من ساقط القول وبذئ اللفظ وفاحش التهمة؛ فبعض الآباء قد يتهم بناته بالفاحشة وقد يغلظ لهن في الكلام بدعوى أنه أب، والإسلام يحمل الوالدين مسئولية تربية الجيل ويخصهما قبل غيرهما بهذا الواجب، قال تعالى {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة} قال ابن القيم رحمه الله: إن الله سبحانه وتعالى يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده؛ فإنه كما أن للأب على ابنه حقاً فللابن على أبيه حقاً، فكما قال تعالى {ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً} قال تعالى {قوا أنفسكم وأهليكم نارا} قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (علِّموهم وأدبوهم) وقال تعالى {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى} قال النبي صلى الله عليه وسلم (اعدلوا بين أولادكم) قال ابن القيم رحمه الله: وصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم قال تعالى {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً} ثم يقول: فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً.
2ـ حقوق الولد على والديه كما بيَّنتها النصوص الشرعية
- اختيار الزوجة الصالحة الولود، روى الشيخان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم {تنكح المرأة لأربع} وفي سنن النسائي قوله {تزوجوا الودود الولود}
- اتباع السنة النبوية في المعاشرة الزوجية، روى البخاري {لو أن أحدكم إذا أتى أهله}
- اتباع السنة في استقبال المولود من التأذين والتحنيك والدعاء والرقية والعقيقة والحلق وإحسان التسمية والختان
- الرضا بقسمة الله من الذكور والإناث وعدم التسخط على نعمته جل جلاله
- اختيار المرضعة الصالحة إن فقد أمه )والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين(
- أن يعلمه والداه القرآن الكريم وما يلزمه من العلوم الشرعية الضرورية، روى الطبراني {أدِّبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم وحب آل بيته وتلاوة القرآن فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه}
- ألا يرزقه إلا طيباً من الكسب الحلال
- أن يأمره بالصلاة ويُعوِّده عليها )وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها(
- أن يدربه على الصوم، وفي ذلك حديث الربيع بنت معوذ عند البخاري
- تربية البنات على الحجاب
- أن يعلم الأطفال آداب الاستئذان في الدخول
- أن يعدل الوالدان بين أولادهم
- تخيُّر الصحبة الصالحة لهم وفي الحديث {لا تصاحب إلا مؤمناً؛ ولا يأكل طعامك إلا تقي}
- توفير أسباب اللهو واللعب المفيد من السباحة والرماية وركوب الخيل
- أن يعوله حتى سن الرشد، في صحيح البخاري ومسلم حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله هل لي في بني أبي سلمة أجر إن أنفقت عليهم ولست بتاركتهم هكذا وهكذا؟ إنما هم بني؟ فقال: {نعم لك أجر ما أنفقت}
- التأديب وفي الحديث الذي رواه البخاري في التاريخ والبيهقي {ما نحل والد ولداً نحلة أفضل من أدب حسن} وذلك بتلقينهم لا إله إلا الله وتربيتهم على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعويدهم الصدق والإيمان بالقضاء والقدر وفي ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنه الذي رواه الترمذي {يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك} وتعويدهم على آداب الطعام والشراب ونهيهم عن التشبه
- تعليم الولد أحكام المراهقة والبلوغ
- أن يبحث الوالدان لولدهما عن الزوجة الصالحة وللبنت عن الزوج الصالح
4ـ من الأخطاء الشائعة في التربية
- تحقير الولد وتعنيفه على أي خطأ يقع فيه
- الدلال الزائد والتعلق المفرِط بالولد
- عدم سماح الأم لولدها بمزاولة الأعمال التي أصبح قادراً عليها
- تفضيل بعض الأولاد على بعض في العطاء والمجاملة
- إسكات الأولاد إذا تكلموا والسخرية بهم وبحديثهم
5ـ واجب على الفتاة المسلمة أن تقي نفسها قالة السوء وذلك بأمور، منها:
- ألا تخرج من بيتها إلا لضرورة أو حاجة، وعليها الالتزام بقوله تعالى )وقرن في بيوتكن(
- ألا تخرج إلا بعلم وليها وإذنه، وأن تكون واضحة في بيان الجهة التي تقصدها
- ألا تخرج متزينة متعطرة بل تخرج تفلة متحجبة شيمتها الحياء
- أن تسارع بالرجوع إلى بيتها متى ما قضت حاجتها، ولا تطيل المكث خارجه
أن تعلم يقيناً أن العيب لا يلحقها وحدها بل يشمل أهلها وذويها