- فقد كثرت في الآونة الأخيرة حوادث القتل العمد التي تتم غيلة وغدراً، تارة من أجل المال، وتارة تأتي استجابة لشهوة نفس غضبية لا تتقي الله حين تغضب؛ مما هو غريب على قيم المجتمع المسلم وأخلاق الناس في هذه البلاد، مما يشي بتغير كبير في السلوك والمفاهيم ويوحي بأن الناس على خطر، إن لم يتدارك أهل الحل والعقد الأمر، ومما يزيد المرء حيرة أن أحكاماً بالإعدام تصدر وتنفذ ومع ذلك لا يرتدع المجرمون ولا تقل كثافة الجريمة
- الآيات المحذرة من قتل النفس
- قال سبحانه )وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً( النساء
- وقال سبحانه )وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ( الإسراء
- وقال سبحانه )مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً( المائدة
- وقال سبحانه )قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق( الأنعام
- وقال سبحانه )والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق( الفرقان
- وعاب على بني إسرائيل بقوله )ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون( البقرة
- الأحاديث النبوية التي تنهى عن القتل وتجرمه كثيرة
- عن ابن عباس عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغٍ في الإسلام سُنَّةً جاهلية، ومطَّلبُ دمِ امرئٍ بغير حق ليهريق دمه}
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم {أول ما يُقضى بين الناس في الدماء}
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً}
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عُمِّية، يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة؛ فقتل فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني، ولست منه}
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: يا رسول الله! وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات}
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {أكبر الكبائر: الإشراك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وقول الزور، أو قال: وشهادة الزور}
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرجت جارية عليها أوضاح بالمدينة، قال: فرماها يهودي بحجر؛ قال: فجيء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبها رمق؛ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم {فلان قتلك؟} فرفعت رأسها، فأعاد عليها. قال {فلان قتلك؟} فرفعت رأسها. فقال لها في الثلاثة: {فلان قتلك؟} فخفضت رأسها. فدعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتله بين الحجرين.
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر}
- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركاً، أو مؤمن قتل مؤمناً متعمدا}
- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم}
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة، ناصيته ورأسه بيده، وأوداجه تشخب دماً يقول: يا رب قتلني هذا، حتى يدنيه من العرش}
- إن ثقافة العنف والتحريض على سفك الدم يتعاون على إقرارها وتهوين أمرها قنوات فاسدة مفسدة تعرض من الأفلام ما يجعل أمر القتل يسيراً، وإن قصصاً تباع بأبخس الأثمان تروج لهذه المنكرات، ولو أن هذا القاتل ربي على تعاليم الإسلام لما اجترأ على فعلته تلك