خطب الجمعة

خصال المنافقين

خطبة يوم الجمعة 15/9/1433 الموافق 3/8/2012

فلا زال الحديث عن النفاق والمنافقين لأن القرآن الكريم قد أبدأ وأعاد في التحذير منهم وبيان خطرهم {هم العدو فاحذرهم} وبين أنهم مخادعون مخاتلون فجار فساق، الكذب طريقهم والخداع سبيلهم؛ والنار موعدهم والعذاب مصيرهم؛ وقد كان حذر الصحابة من النفاق عظيماً، كلهم يخشى على نفسه من النفاق؛ وهكذا ينبغي أن نكون معشر المسلمين؛ فما هي صفات المنافقين وما أخلاقهم وما أفعالهم؟ إن في القرآن الكريم تفصيلاً وأي تفصيل؛ {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة} لتحذر أيها المسلم من تلك الصفات التي تردي صاحبها في نار تلظى، وتوصله إلى الدرك الأسفل من النار، ومن جملة تلك الصفات:

أولاً: السعي بالفساد في الأرض مع ادعاء الإصلاح {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} يدعون إلى الباطل ويروجون المنكر ويصدون عن سبيل الله؛ فإذا نوصحوا ووعظوا وقيل لأحدهم: اتق الله. أخذته العزة بالإثم وادعوا أنهم يسعون بالصلاح والإصلاح {فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقا}

ثانياً: رمي غيرهم بالتهم التي هم بها جديرون ولها خليقون، المنافقون ساعون بالفساد مشاؤون بالنميمة ملتمسون للبرآء العيب {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء} يرمون غيرهم بأنهم رجعيون ظلاميون متحجرون لا يفهمون في السياسة، يستكثرون على إمام المسجد أن يتناول شأناً عاماً، ويتيحون ذلك لكل من هب ودرج

ثالثاً: المنافق يعيش بوجهين ويحيا بشخصيتين، فالمدخل غير المخرج، والسر يخالف العلانية، والظاهر يباين الباطن {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم} {وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ} {الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم} {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا}

رابعاً: الأيمان الفاجرة سمة تميزهم {وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون} {ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون} {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا} {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس} {اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله} {وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون}

خامساً: إعراضهم عن أسباب المغفرة واستكبارهم عن قبول الحق {وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون}

سادساً: الرغبة عن الجهاد، بل يعدون كل حديث عن الجهاد نوعاً من الهرطقة والتحليق في آفاق الخيال {ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت} {وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولو الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين} {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين}

سابعاً: انتحال الأعذار الكاذبة {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا} {سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم}

ثامناً: كسلهم عن الصلاة وكراهيتهم للنفقة {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا} {وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون}

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى