1/ كان خروج المسلمين لبدر في مثل هذا اليوم المبارك الثاني عشر من رمضان من السنة الثانية من الهجرة، وكان خروجهم للاستيلاء على العير لا قصداً للقتال
2/ بعض الدروس والعبر والفوائد من غزوة بدر:
- حقيقة النصر من عند الله عز وجل {وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم} {واذكروا إذ أنتم قليل مستضفعون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم}
- يوم الفرقان، هكذا سماه الله تعالى في القرآن، حيث كانت فرقاناً بين الحق والباطل
- الولاء والبراء من فقه الإيمان؛ فقد هاجر إلى المدينة كل من استطاع ذلك من المسلمين في مكة، وحبس من كان مضطهدا، فلما كان يوم بدر كان بعض هؤلاء في صف المشركين، منهم عبد الله بن سهيل بن عمرو والحارث بن زمعة بن الأسود وأبو قيس بن الفاكه وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة وعلي بن أمية بن خلف والعاص بن منبه، وقد انحاز عبد الله بن سهيل من صف المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما الباقون فلم يفعلوا ذلك وقتلوا تحت راية الكفر، وفيهم نزلت {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم…الآية}
- أن الله تعالى يؤيد عباده المؤمنين بما شاء، ومن ذلك إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ببعض المغيبات كإخباره عن مصارع الطغاة، وإعلامه عمير بن وهب بالحديث الذي كان بينه وبين صفوان، وسيف عكاشة بن محصن، ومن ذلك أن الله تعالى أيدهم بالنعاس وبإنزال الملائكة، وإنزال الغيث، وتقليل أعداد المشركين في أعين المسلمين
الخطبة الثانية
فما زالت الأزمات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها بلادنا تراوح مكانها، وما زال بعض الناس حريصاً على استفزاز مشاعر السواد الأعظم من أهل هذه البلاد بطرح فج يثير الفتن ويؤجج الأحقاد، وقد كان ما كان خلال هذا الأسبوع من تلك الأحداث الدامية التي راح ضحيتها عدد من الناس في قلب الخرطوم، أسأل الله تعالى أن يتقبل من مات شهيدا، وأن يعافي من بقي جريحا، وأن يفضح الفتانين وشهود الزور والناطقين بالباطل والساعين بالفساد في الأرض.
أيها المسلمون عباد الله: قد فجع الناس بتلك الاتفاقية الكاذبة الخاطئة التي أعلن عنها بين المجلس العسكر ي ومن أسموا أنفسهم قوى الحرية والتغيير؛ حيث مثلت عطاء من لا يملك لمن لا يستحق، وما كل أعضاء المجلس العسكري رضي عن تلك الاتفاقية أو أقرها، بل تبرأ أكثرهم منها، هذه الاتفاقية التي تمثل أعلى درجات الإقصاء والمحاصصة، وكأن هذه البلاد إرث قد ناله أولئك عن آبائهم، وليس لأهل البلاد حق في مشورة ولا رأي، حيث أعطوا ذلك الفصيل الممثل لقوى اليسار 67% من المجلس التشريعي، مع حق إبداء الرأي في النسبة الباقية