1/ محبة الله جل جلاله من أعظم العبادات القلبية التي يحرص عليها المؤمنون، وقد أثنى عليهم ربنا سبحانه وتعالى بهذه الصفة فقال {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} وحذر جل جلاله من أن تكون الدنيا وزخرفها ومتاعها أحب إلينا من الله سبحانه فقال {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف به في النار) وبين الطريقة الموصلة إليها بقوله {قلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وهي العبادة التي باشرها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فكانوا لله محبين وعلى طاعته حريصين وفي رضاه آملين ولغضبه راهبين؛ فرضي الله عنهم ورضوا عنه
2/ ما هي الأسباب التي تجعل المؤمن محبا لله تعالى؟
- قراءة القرآن الكريم بالتدبر والتفهم
- التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، قال الله تعالى في الحديث القدسي: (وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)
- دوام ذكر الله على كل حال
- إيثار محابِّ الله على محابِّ النفس
- معرفة أسماء الله وصفاته ومعانيها
- مشاهدة برِّ الله وإحسانه ونِعَمِهِ الظاهرة والباطنة
- انكسار القلب بين يدي الله جل جلالـه وخضوعه له
- الخلوة بالله وقت النزول الإلهي في ثلث الليل الآخر؛ لمناجاته وتلاوة كتابه
- مجالسة المحبين الصادقين الأخيار، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (وجبت محبتي للمتزاورين فيَّ)
- مباعدة واجتناب كل سبب يحول بين القلب وبين الله
3/ كيف يجلب العبد محبة الله عز وجل؟ ها هنا جملة أسباب من أخذ بها أحبه الله تعالى، وآثره ورضي عنه
- وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ
- فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
- وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
- إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ
- وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ
- فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ