1ـ كلمة التوحيد لا إله إلا الله هي الكلمة التي يصير بها المسلم مسلماً، وهي الكلمة التي من أجلها أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب، وخلق الجنة والنار، وبها انقسم الناس إلى فريقين )فريق في الجنة وفريق في السعير( هذه الكلمة هي جواز المرور إلى الجنة، وهي السبيل الأول لنيل رضوان رب العالمين، وهي التي من أجلها قام سوق الجهاد، وهي الكلمة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمه أبي طالب في سكرات الموت، وهي أول كلمة دعا إليها
2ـ في فضل هذه الكلمة المباركة قال الله تعالى {فاعلم أنه لا إله إلا الله} وأحاديث منها:
- عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عن رسول الله رضي الله عنهم أنه قال {عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار، فأكثروا منهما، فإن إبليس قال: أهلكت الناس بالذنوب، وأهلكوني بـ “لا إله إلا الله”، والاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء، فهم يحسبون أنهم مهتدون}
- من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {قال موسى عليه السلام: يا رب علِّمني شيئاَ اذكرك به وأدعوك به؟ قال: يا موسى قل: لا إله إلا الله. قال يا رب كل عبادك يقول هذا!! قال: قل: لا إله إلا الله. قال: لا إله إلا أنت. يا رب إنما أريد شيئا تخصني به. قال: يا موسى لو كان السماوات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله} قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
- من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات فكأنما أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل
2ـ روى ابن إسحاق والواقدي عن أبي هريرة أنه كان يقول: حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يصلِّ قط؛ وقال الواقدي: أخبروني برجل يدخل الجنة لم يسجد لله قط، فيسكت الناس، فيقول أبو هريرة رضي الله عنه: هو أخو بني عبد الأشهل؛ وقال ابن إسحاق: فإذا لم يعرفه الناس سألوا: من هو؟ فيقول: أصيرم بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن وقش رضي الله عنه؛ فقلت لمحمود بن لبيد: كيف كان شأن الأصيرم؟ قال: كان يأبى الإسلام على قومه، فلما كان يوم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد بدا له في الإسلام فأسلم، ثم أخذ سيفه فغدا حتى دخل في عرض الناس، فقاتل حتى أثبتته الجراحة، فبينما رجال من بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به، فقالوا: والله إن هذا للأصيرم! ما جاء به؟ لقد تركناه وإنه لمنكر بذا الحديث! فسألوه ما جاء به، فقالوا: ما جاء بك يا عمرو؟ أحدب على قومك أم رغبة في الإسلام؟ فقال: بل رغبة في الإسلام، آمنت بالله وبرسوله وأسلمت، ثم أخذت سيفي فغدوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قاتلت حتى أصابني ما أصابني. ثم لم يلبث أن مات في أيديهم، فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال {إنه لمن أهل الجنة}
2ـ قال موسى بن عقبة: جاء عبد أسود حبشي من أهل خيبر كان في غنم لسيده فلما رأى أهل خيبر قد أخذوا السلاح سألهم ما تريدون؟ قالوا: نقاتل هذا الذي يزعم أنه نبي؛ فوقع في نفسه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل بغنمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ماذا تقول وما تدعو إليه؟ قال {أدعو إلى الإسلام وأن تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله وأن لا تعبد إلا الله} قال العبد: فما لي إن شهدت وآمنت بالله عز وجل؟ قال {لك الجنة إن مت على ذلك} فأسلم؛ ثم قال: يا نبي الله: إن هذه الغنم عندي أمانة! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم {أخرجها من عندك وارمها بالحصباء؛ فإن الله سيؤدي عنك أمانتك}ففعل؛ فرجعت الغنم إلى سيدها؛ فعلم اليهودي أن غلامه قد أسلم؛ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فوعظهم وحضهم على الجهاد؛ فلما التقى المسلمون واليهود قتل فيمن قتل العبد الأسود؛ فاحتمله المسلمون إلى معسكرهم؛ فأدخل في الفسطاط؛ فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع في الفسطاط ثم أقبل على أصحابه وقال {لقد أكرم الله هذا العبد وساقه إلى خير، ولقد رأيت عند رأسه اثنتين من الحور العين، ولم يصل لله سجدة قط} وفي رواية: أن رجلاً قال: يا رسول الله: إني رجل أسود اللون، قبيح الوجه، منتن الريح؛ لا مال لي؛ فإن قاتلت هؤلاء حتى أقتل أأدخل الجنة؟ قال: نعم؛ فتقدم فقاتل حتى قتل؛ فأتى عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مقتول فقال {لقد أحسن الله وجهك وطيب ريحك وكثر مالك} ثم قال {لقد رأيت زوجتيه من الحور العين ينزعان جبته عنه يدخلان فيما بين جلده وجبته}