خطب الجمعة

فيه خلاف

خطبة يوم الجمعة 8/4/1427 الموافق 5/5/2006

1ـ إن التصور الصحيح لمسائل الشريعة وحقيقتها يعين المسلم على فهمها ومزيد الإيمان بها، ويستطيع بعدها أن يعرض دينه مطمئناً به، ويدافع عنه أمام الملاحدة وغير المؤمنين به

2ـ عن الحارث بن عمرو ابن أخي المغيرة بن شعبة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه  إلى اليمن قال له {كيف تقضي إن عرض لك قضاء؟} قال: أقضي بكتاب الله. قال {فإن لم يكن في كتاب الله؟} قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال {فإن لم يكن في سنة رسول الله؟} قال: أجتهد  رأيي ولا آلو. قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره، وقال {الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما  يرضي رسول الله} رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والدارمي والطبراني في معجمه  الكبير والبيهقي في معرفة السنن والآثار والطحاوي في مشكل الآثار والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله

3ـ في جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر: 3/71 عن الشعبي، عن شريح، أن عمر، كتب إليه: «إذا أتاك أمر فاقض فيه بما في كتاب الله فإن أتاك ما ليس في كتاب الله فاقض بما سن فيه رسول الله، فإن أتاك ما ليس في كتاب ولم يسن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض بما اجتمع عليه الناس، وإن أتاك ما  ليس في كتاب الله ولم يسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم فيه أحد فأي الأمرين شئت فخذ به»

4ـ قال ابن العربي رحمه الله تعالى في أحكام القرآن 2/ 404 المسألة الثالثة: قوله تعالى )فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ( قال علماؤنا: ردوه إلى كتاب الله، فإن لم تجدوه فإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن لم تجدوه فكما قال علي: ما عندنا إلا ما في كتاب الله أو ما في هذه الصحيفة أو فهم أوتيه رجل مسلم، وكما قال النبي لمعاذ: بم تحكم؟ قال بكتاب الله. قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله. قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو. قال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله.  فإن قيل: هذا لا يصح. قلنا: قد بينا في كتاب (شرح الحديث الصحيح) وكتاب (نواهي الدواهي) صحته، وأخذ الخلفاء كلهم بذلك، ولذلك قال أبو بكر الصديق للأنصار: إن الله جعلكم المفلحين، وسمانا الصادقين؛ فقال )للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم( إلى قوله )أولئك هم الصادقون( ثم قال )والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم( إلى قوله )أولئك هم المفلحون( وقد أمركم الله I أن تكونوا معنا حيث كنا، فقال )يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين( وقال النبي صلى الله عليه وسلم {أوصيكم بالأنصار خيرا} ولو كان لكم من الأمر شيء ما أوصى بكم. وقال له عمر حين ارتد مانعو الزكاة: خذ منهم الصلاة ودع الزكاة. فقال: لا أفعل؛ فإن الزكاة حق المال، والصلاة حق البدن. وقال عمر بن الخطاب: نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا. وجاءت الجدة الأخرى إليه فقال لها: لا أجد لك في كتاب الله شيئاً ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فأيتكما خلت به فهو لها، فإن اجتمعتما فهو بينكما، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى للجدة بالسدس غير معينة، فوجب أن يشتركا فيه عند الاجتماع.

وكذلك لما جمع الصحابة في أمر الوباء بالشام فتكلموا معه بأجمعهم وهم متوافرون، ما ذكروا في طلبهم الحق في مسألتهم لله كلمة ولا لرسوله صلى الله عليه وسلم حرفاً؛ لأنه لم يكن عندهم، وأفتوا وحكم عمر، ونازعه أبو عبيدة، فقال له: أرأيت لو كان لك إبل فهبطت بها وادياً له عدوتان: إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله، فضرب المثل لنفسه بالرعي والناس بالإبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى