مسلسلات في رمضان
ما حكم مشاهدة المسلسلات التلفزيونية، وخاصة في شهر رمضان المعظم، وحيث يسمونها المسلسلات الرمضانية، واستضافة من يسمونهم الفنانين والفنانات الذين يرددون الأغاني التي تخدش الحياء مصحوبة بآلات الموسيقى، وهل عجز العلماء والدعاة عن إنكار هذا على مرأى ومسمع؟ وهل عجزت أرحام الأمة أن تلد من ينكر هذا والله الهادي إلى طريق الرشاد؟!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فعلى المسلمين أن يتوبوا إلى الله عز وجل في كل وقت، وأن يجددوا التوبة في رمضان، ويهجروا كل ما يضيع أوقاتهم فيما لا يفيد، وعليهم أن يحرصوا على عمارة الليل والنهار بالعبادة، وليجتنبوا المسلسلات وغيرها مما يبعدهم عن الاستفادة التامة من فضائل رمضان؛ إذ هي في الغالب لا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر، بل على الضد من ذلك، مع ما فيها من شغل الناس عن العبادة بسفاسف الأمور، ولله درُّ مَن قال:
ألا فاشْكُرْ لِرَبِّك كلَّ وَقتٍ على الآلاءِ والنِّعَمِ الجسِيمة
إذا كان الزَّمانُ زَمانَ سُوءٍ فيَومٌ صالِحٌ مِنْهُ غَنِيمة!
وأما قولك بأن أهل العلم لا ينكرون فغير صحيح، ولو تابعت ما كتب وقيل من كثير منهم لوجد إصداراتهم طافحة ببيان عوار تلك المسلسلات وفضح سوئها، ولكن لا يلزم من إنكار المنكر زواله، بل كما قال ربنا جل جلاله (معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون) والله المستعان.