حكم التنقيب عن الذهب
هل صحيح أن هناك حديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم يحثنا به في التنقيب عن المعادن في باطن الأرض؟ وإن كان يوجد مثل هذا الحديث اذكره لنا
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإن الله تعالى قد خلق لنا ما في الأرض جميعاً لنفعنا ومصلحتنا، وامتن علينا بذلك فقال {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} وقال {وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه} وأمرنا جل جلاله بأن نضرب في مناكبها ونمارس سائر الأنشطة المشروعة التي تعود علينا بالنفع؛ فقال سبحانه {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه} فيشمل ذلك الزراعة والرعي والاحتشاش والاحتطاب والصناعة والبيوع المشروعة وغيرها، ويدخل في ذلك التنقيب عن كنوز الأرض والتماس خيرات باطنها؛ كما قال سبحانه {له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى} وقد روى الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه عَنْ مَالِكٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَقْطَعَ بِلاَلَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِىَّ مَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةِ وَهِىَ مِنْ نَاحِيَةِ الْفُرْعِ فَتِلْكَ الْمَعَادِنُ لاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا إِلاَّ الزَّكَاةُ إِلَى الْيَوْمِ. ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أباح لبلال بن الحارث الانتفاع بمعادن تلك الأرض، وعليه فلا حرج في أن يبحث الإنسان عن المعادن – ذهباً أو غيره – في الأرض المملوكة له، أما في غير أرضه – كالفلاة ونحوها – فلا بد من إذن الحاكم سداً لباب الهرج واختلاف الناس وسفك بعضهم دماء بعض، ويعرف إذن الحاكم صراحة أو ضمناً إذا علم أن الناس ينقبون فلم ينكر عليهم، والله تعالى أعلم.