كيف ادعو في السجود؟
حالة الدعاء عند السجود أدخل في الدعاء مباشرة أو أبدا بآداب الدعاء وهى أولاً بالحمد والثناء على الله ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثمّ بعد ذلك الدعاء؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فقد ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسـلم أنه قال “ألا إني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً وساجدا، أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فأكثروا من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم” وهذا شامل للدعاء بخيري الدنيا والآخرة، وقد ثبت من دعاء النبي صلى الله عليه وسـلم في سجوده أنه كان يقول “اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره” وكان يقول “اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك” وكان يقول “اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً، وَفِي سَمْعِي نُوراً، وَفِي بَصَرِي نُوراً، وَعَنْ يَمِينِي نُوراً، وَعَنْ يَسَارِي نُوراً، وَأَمَامِي نُوراً، وَخَلْفِي نُوراً، وَفَوْقِي نُوراً، وَتَحْتِي نُوراً، وَاجْعَلْنِي نُورا”
ومن دعا بأدعية القرآن في سجوده على نية الدعاء فلا حرج عليه ولا يعد قارئاً للقرآن في سجوده. ولا حرج عليك كذلك بأن تدعو بصيغة الجمع لأن ذلك وارد على سبيل الحكاية لا على سبيل تعظيم النفس، ومما يدفع ذلك الظن – أعني تعظيم النفس – أنك تأتي به في أرقى حالات التذلل والخضوع وهي السجود.
ولست مأموراً حال سجودك بأن تقدم بين يدي الدعاء حمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة والسلام على رسوله صلى الله علـيه وسلم لأن لذلك كله مواضعه في الصلاة؛ حيث تبدأ صلاتك بدعاء الاستفتاح الذي هو ثناء على الله، ثم تبدأ بالفاتحة بالحمد لله رب العالمين، والصلاة على رسول الله صلى الله علـيه وسلم تأتي في موضعها، والله تعالى أعلم.