أحكام الزواج والطلاق ومعاشرة الأزواج

إفساد العلاقة بين الوالدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل أنا فتاه عمري 18 سنة مقيمة في السودان مع أمي وأبي رجل ملتزم والحمد لله وهو لا يعيش معنا منذ أن كنا أطفال أنا شخصيا فارقته وكان عمري 6 أو 7 سنوات لكن يا شيخ هو مجبور وليس باستطاعته أن يأتي ليعيش معنا، أنا الوسطى بين إخوتي الخمسة بصراحه يا شيخ أشعر أنني مهانة في أغلب الأحيان من قبل والدتي أنا أحاول_ والله يعلم ذلك_ أن أبر أمي لكن يا شيخ كثير ما تهينني أمام أخوتي الأطفال وحتى الكبار وفي بعض الأحيان أنا لا أستطيع أن أتحمل فأزعل ولا أتحدث معها خصوصاً أنها عندما تغضب من احد إخوتي الأطفال تشتمه وتشتم أبي وأنا لا أرضى فيه بكل صراحة وتحدثت معها مراراً أن هذا الكلام لا يمكن أن يصدر منك وإن قلنا ظروف الحياة تجبرها على ذلك لكن يجب أن تكون صبورة وتتحمل ولكن عندما أقول ذلك لا ترضى، رغم ان أبي ليس له ذنب -أعلم أنه يقصر في حق أبنائه إلا أنه والله العظيم لا يستطيع أن يأتي ليعيش هنا- وفي الغالب يا شيخ أمي لا تهتم بنا كثيراً ورغم ذلك أنا أحبها وفي هذه الأيام صارت تشتمني كثيراً وصرت أتضايق حتى إنني في بعض الأحيان أتمنى أن أخرج من هذا المنزل فماذا أفعل مع أمي؟

ماذا أفعل لكيلا أغضب؟ علماً بأن والدي لا يعلم كل هذا هل أخبر والدي أم لا؟ وماذا افعل لأكون بارة بهما؟ وجزاك الله خيراً.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

فالواجب عليك – أختاه – أن تبري أمك وتحسني إليها وتتعاملي معها بما ينبغي من البنت نحو أمها؛ فلا تكثري من لومها وتقريعها، حتى لو أتت منكراً بل عليك أن تصبري عليها وتحسني إليها وتتلطفي معها؛ وأما شتمها لك ولأبيك ولإخوانك فلا شك أنه منكر من القول ما ينبغي أن يكون؛ لكن أنت قد برأت ذمتك حين أنكرت عليها، ويمكنك أن تستعيني بمن يستطيع التأثير عليها من أخواتها أو صديقاتها، وما عليك إلا أن تكثري من الدعاء لها؛ لعل الله يهديها ويصرف عن لسانها قالة السوء، ولا يحل لك أن تخبري أباك بإساءة أمك له؛ لأن هذه نميمة محرمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة نمام» ولا يجوز لك السعي في إفساد العلاقة بين الوالدين بنقل الكلام السيء بينهما؛ لكن عليك أن تنصحي الوالد أيضاً بأن يعمل على الاهتمام بأولاده وزيارتهم حيناً بعد حين، وأن ذلك أنفع لهم من بقائه بعيداً عنهم؛ مهما كان المال الذي سيجنيه من جراء ذلك الاغتراب، والله الموفق والمستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى