أخدم نصارى مسنين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فضيلة الشيخ الفاضل لديَّ ابنة تبلغ من العمر 17عامًا، وهي في الصف الحادي عشر، والآن أصبح لديها ضغوط من الدروس والمناهج من كثرتها وصعوبتها، وهي ﻻ تريد أن يضيع كل علمها ودراستها هباء، فقدمت أحد المسئولين عليها في المدرسة بنصيحة لها مع الاجتماع والمحادثة مع والدها بأن تعمل بأي مجال أو رغبة تريدها وﻻ تضيع عليها السنوات من التعليم، وهي الآن أرادت أن تقدم على عمل ومن ضمن العمل دراسة أيضاً لمدة 3 سنوات وأول شهر تجريبي إن أرادت أن تستمر في مجال الاختصاص التي اختارته استمرت به وإن لم تعجبها بعد التجربة سوف تتخلى عنه.
الاختصاص هو: رعاية المسنين والعجز الألمان ويتضمن من رعاية ومحادثة والاهتمام بالطعام والتغذية، ولا نعرف إذا وجدت أمور أخرى وعند تخرجها تكون قد كونت ضمن تجربتها وعملها على اختصاص تغذية وصحة عامة..
سؤالي هو: هل يجوز لها شرعاً الإشراف والرعاية والاهتمام للمسنين الألمان المسيحين كوننا مسلمين ومقيمين منذ 20 عام في ألمانيا؟
أفيدونا جزاكم الله عنا كل الخير وبارك الله بكم والسلام عليكم ورحمة الله. أختكم في الله أم سهيل
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فإنني أسأل الله تعالى أن يرد غربتكم وأن يحفظ عليكم دينكم، وإني أبذل لكم النصح بالعودة إلى ديار المسلمين إن لم تكن بكم ضرورة للإقامة بتلك البلاد، وذلك حرصاً على سلامة دينكم وبراءة عرضكم والله المستعان.
وبخصوص ما سألت عنه فإن نصوص الشريعة ناطقة بوجوب الإحسان إلى خلق الله من الأناسي وغيرهم؛ فقال سبحانه {وافعلوا الخير لعلكم تفلحون} وقال {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} وقال {ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا} وقال النبي صلى الله عليه وسـلم “في كل كبد رطبة أجر” وأخبرنا عن رجل دخل الجنة في قلب سقاه، وامرأة دخلت النار في هرة حبستها، إلى غير ذلك من النصوص التي لا تخفى على عامة المسلمين.
لكنني أخشى على بنتك حديثة السن قليلة التجربة من مخالطة القوم؛ حيث لا ضابط ولا رابط، وقد تتعرض لبعض ما لا ينبغي مما لا يتورع عنه القوم لكونهم لا يتقيدون بشرع في تعامل الرجال مع النساء، ولما كانت المفسدة غالبة في مثل هذا العمل وفق معطيات الواقع، ودفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة فإنني لا أنصح بعملها في هذا المجال، والله المستعان.