زوجي يضربني
أنا أشكو من زوجي؛ كان في الماضي يحبني ويحترمني؛ أما الآن لا، أصبح يثور لأتفه الأسباب ويمضي جل وقته بعيداً عني وعن أولاده مع العلم أننا متزوجون لنا أربع سنين؛ وتصل إلى بعض الأحيان ويضربني ويتعمد إهانتي وجرح كرامتي ويعطي نفسه الحق لأنه الرجل، أنا والله زهجت وكمل صبري، في كل مرة أصبر وأقول الحال يمكن يتغير لكن لا حياة لمن تنادي، مع العلم نحن في بلاد غربة.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فيا أختاه اعلمي أن الله تعالى قال {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون؟ وكان ربك بصيرا} فقد يبتلى الإنسان بزوجه أو والده أو ولده، وقد بيَّن ربنا سبحانه أن المعاملة السيئة من الإنسي ينبغي أن تعالج بالدفع بالحسنى والمعاملة بالفضل؛ فقال سبحانه {ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون} وقال {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وقال {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} فليست الحياة كلها حباً وراحة وطمأنينة وسكينة، بل فيها الخير والشر، والحلو والمر، والطيب والخبيث، ولك أن تتبعي سبلاً للعلاج والله المستعان:
أولها: الإكثار من الدعاء بأن يصلح الله باله ويؤلف قلبه ويجعل الرحمة تظلل البيت، والسكينة تسود ساكنيه
ثانيها: الاستغفار؛ فمن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب
ثالثها: البحث في الأسباب التي تؤدي به إلى ضيق الصدر وسرعة الغضب من أجل اجتنابها والحيلولة دونها؛ فلعلك تغضبينه من حيث لا تشعرين
رابعها: كوني عوناً له على الزمان؛ فإن الرجل يعاني ويكابد من أقرانه وزملائه ورؤسائه؛ فإذا عاد إلى بيته توقع أن يجد راحة وسلوى؛ فإذا وجد عكس ذلك ضاق صدره وطاش لبُّه واستحوذ عليه شيطانه
خامسها: احرصي – وفقك الله – على تقوية إيمانك وإيمانه بالمحافظة على الصلوات وتلاوة القرآن والصلاة والسلام على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم؛ فما استجلبت رحمة الله ولا استدفعت نقمته بمثل طاعته سبحانه
وكوني على ثقة – وفقك الله – أن من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا، واشكري نعمة الله الموجودة من أجل أن تستجلبي المفقودة، وانظري إلى من هو دونك ممن ابتليت بزوج لا يعرف الله ولا يتقي الله فيها، بل يسبها بالليل والنهار ولا يرقب فيها إلاً ولا ذمة، وكوني حافظة للغيب بما حفظ الله، والله الموفق والمستعان.