قضايا معاصرة

اعمل جاسوسا

أعمل في أجهزة أمنية، وطبيعة عملي تستدعي الضرورة أحياناً التجسس على مسلمين حفاظاً على أمن الدولة مثل (تجسس اقتصادي، وتحقق عن طبيعة نشاط شخص ما بمراقبته، أو نشر بعض الأسرار لأشخاص فيها فائدة للمسلمين لاتقاء شرهم) ..هل هذا العمل منافي للشرع والدين؟!.. أفيدونا عاجلاً أفادكم الله

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فالأصل في التجسس على أخيك المسلم التحريم؛ لقوله تعالى )ولا تجسسوا( وقوله صلى الله عليه وسلم {لا تجسسوا ولا تحسسوا} وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم  أن تجسس الراعي على الرعية مفسد لهم؛ حامل إياهم على نفاقه ففي سنن أبى داود عن معاوية رضي الله عنه  قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم} فقال أبو الدرداء رضي الله عنه: كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم  نفعه الله تعالى بها. وعن المقدام بن معدي يكرب عن أبي أمامة  رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم}وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته} وهذا فيمن أونس منه الستر والصلاح ، أما من كان لا يؤمن شره، وهو ساع بالفساد في الأرض فلا حرج على المسلم أن يظن به ظن السوء، ولا حرج عليه كذلك في التجسس عليه ـ إن كان مكلفاً بذلك من قبل السلطان ـ لقطع شره عن الناس وكف أذاه عن المسلمين, وقد قرر هذا المعنى الإمام القرطبي وغيره عند شرح  قوله تعالى )اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا( ونقل النووي رحمه الله عن الماوردي في الأحكام السلطانية قوله: ويستثنى من النهي عن التجسس ما لو تعيَّن طريقاً إلى إنقاذ نفس من الهلاك مثلاً؛ كأن يخبر ثقة بأن فلاناً خلا بشخص ليقتله ظلماً أو بامرأة ليزني بها؛ فيشرع في هذه الصورة التجسس والبحث عن ذلك حذراً من فوات استدراكه.ا.هـــ

 وأما الكافر المعادي للمسلمين فإنه يتجسس عليه لدفع شره، وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم عيون  ـ كحذيفة بن اليمان وطلحة بن عبيد الله وعبد الله بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنهم  ـ ينقلون إليه أخبار المشركين ، والعلم عند الله تعالى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى