أين يضع المصلي كرسيه من الصف
كثُر المصلون فى المساجد على الكراسى نريد من فضيلتكم تبيين كيفية وضع الكرسى فى الصف لتتم مساواة الصف، هل يكون الكرسى بمحاذاة الناس هل يحاذى بقدمي الكرسي أم برجليه؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فيجوز لمن عجز عن القيام أن يصلي قاعداً لقول النبي صلى الله عليه وسـلم لعمران بن حصين رضي الله عنه حين شكا إليه البواسير “صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً..” رواه البخاري. والأمر بمطلق القعود يشمل القعود على الأرض أو الكرسي ونحوه. ومما يستأنس له في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسـلم كان يصلي قاعداً على راحلته؛ فقد روى الشيخان من حديث أبي بكرة الثقفي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسـلم قعد على بعيره…. الحديث
وهذا كله يأتي إعمالاً للنصوص الشرعية الرافعة للحرج كقوله تعالى {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} وقوله سبحانه {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} وقول النبي صلى الله عليه وسـلم “إن أحب الدين إلى الله أيسره” وقوله صلى الله عليه وسـلم “يسروا ولا تعسروا” إلى غير ذلك من النصوص.
وأما أين يوضع الكرسي فليس في ذلك نص، وإنما ينظر إلى ما كان أرفق بالناس؛ فإن كان صاحب الكرسي قادراً على محاذاة الصف بقدميه حال القيام ثم محاذاته بكرسيه حال الجلوس فليفعل ذلك؛ لأن هذه حركة في مصلحة الصلاة ومراعاة لاستواء الصف، وأما إن كان عاجزاً عن تحريك كرسيه فليجعل محاذاته للناس حال القيام لأنه الركن الغالب على الصلاة ولا يضره تقدم كرسيه حال الجلوس أو السجود، والعلم عند الله تعالى.