الغسل من الحيض والجنابة
1ـ كيفية الغسل من الحيض والجنابة؟
2ـ كيف يتم معرفة انتهاء دم الحيض والكدرة والصفرة وكيفية التخلص من الشك بمعرفة الطهر؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فكيفية الغسل المسنونة ثابتة من حديث عائشة وميمونة بنت الحارث وأم سلمة رضي الله عنهن، وخلاصة ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ بغسل يديه ثلاثاً ثم يغسل فرجه بشماله ثلاثاً، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يدخل يديه في الماء فيخلل بهما أصول شعره حتى يروي بشرته ثم يفيض الماء على رأسه ثلاث حثيات، ثم على ميامنه ثم على سائر جسده، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه، ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يأخذ الماء ويدخل أصابعه في أصول الشعر؛ حتى إذا رأى أن قد استبرأ حفن على رأسه ثلاث حثيات، ثم أفاض على سائر جسده ثم غسل رجليه) رواه الشيخان، وفي رواية لهما: ثم يخلل بيديه شعره حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات.
وعن ميمونة رضي الله عنها قالت: وضعت للنبي ماء يغتسل به، فأفرغ على يديه فغسلهما مرتين أو ثلاثاً، ثم أفرغ بيمينه على شماله فغسل مذاكيره، ثم دلك يده بالأرض ثم مضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ويديه، ثم غسل رأسه ثلاثاً، ثم أفرغ على حسده، ثم تنحى من مقامه فغسل قدميه. قالت: فأتيته بخرقة فلم يردها، وجعل ينفض الماء بيديه.
ولا فرق بين الغسل من الجنابة والغسل من الحيضة سوى أن الحائض تزيد في التنزه من أثر الدم؛ فعن عائشة رضي الله عنها أن امرأة من الأنصار سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من الحيض؛ فأمرها كيف تغتسل ثم قال: (خذي فرصة من مسك فتطهري بها)، قالت: كيف أتطهر بها؟ قال: (سبحان الله تطهري بها، فاجتذبتها إلي فقلت: تتبعي بها أثر الدم) رواه الشيخان، والفرصة هي القطعة من القطن أو الصوف
وانتهاء الحيض يعرف بعلامة الطهر التي هي الجفوف أو القصة البيضاء، وأما الكدرة والصفرة فهي معتبرة حيضاً إذا كانت تابعة للحيض وجاءت عقبه؛ لأن النساء كن يبعثن إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالدرجة فيها الكرسف ومعها صفرة أو كدرة فكانت تقول: لا تعجلن حتى رأين القصة البيضاء؛ ولا اعتبار للصفرة والكدرة إذا كانت في غير أيام الحيضة؛ لأن الصحابة ما كانوا يعدونها شيئاً أي في غير أيام الحيضة، والله تعالى أعلم.