طلاب علم يغمزون ويلمزون
طلاب علم ليسوا من الأخلاق في شي، حالهم همز ولمز وأذى وبغي وغيبة … فإذا بدأ أحدهم درسا قمت وتركته فهل في ذلك خطأ؟!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فمجالس العلم مجالس حلم ووقار وسكينة، ترق بها القلوب وتدمع العيون ويتحابب فيها المؤمنون ويزداد الذين آمنوا إيماناً، فيها بيان لكلام الله تعالى وشرح لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتذكير بسيرته العطرة وترجمة للصالحين من عباد الله، هذه هي مجالس العلم، التي تغشاها السكينة وتحفها الملائكة وتتنزل عليها الرحمة ويباهي ربنا جل جلاله بالجالسين فيها ملأه الأعلى؛ والجالس فيها مبشر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقوم مغفوراً له، وهي التي ينبغي أن يحرص عليها المؤمن ويسعى إليها ويلتمس رحمة الله ورضوانه فيها.
وليست مجالس العلماء مجالس غيبة وهمز ولمز، ولا هي مجالس طعن في أعراض العلماء والدعاة، ولا مجالس إثارة للأحقاد والضغائن، والمجالس التي بهذه الأوصاف لا يجوز السعي إليها ولا الجلوس فيها، ومن لم يعرف حقيقتها ثم استبان له الأمر فإنه يجب عليه مقاطعتها والقيام عنها لئلا يكون شريكاً في الإثم، وإن استطاع أن يبذل النصح للقائمين عليها فليفعل، وإلا فلا أقل من أن يذهب عنهم؛ لأنها لا تثمر زيادة في الإيمان ولا بركة في الأعمار ولا نماء في العلم ولا صلاحاً للعمل، بل ثمارها المرة قسوة في القلوب واستطالة في أعراض المسلمين؛ عياذاً بالله من تلك الحال، وأسأل الله الهداية للجميع.