الحب قبل الزواج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عندي سؤال أريد له أدلة علي ذلك لأنه بعض الشباب والبنات تائهين كثيــراً.. ماذا عن علاقة الحب بين الشاب والفتاة قبل الزواج إذا كانت نيته صادقة وهي الزواج منها.. ما حكم هذا؟!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فالجواب على هذه الأسئلة كلها ينتظمها حديث واحد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث روى الإمام أحمد في المسند عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن فتى شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا!! فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ادنه” فدنا منه قريبا، قال: فجلس، قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال: أفتحبه لخالتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال: فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه. فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. قال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح.
فكل من أراد أن يمارس شيئاً من تلك الأمور المذكورة في السؤال عليه أن يسأل نفسه قبل أن يفعل: أكان يرضى لأخته أن تحادث زملاءها من الطلبة في نصف الليل والناس نائمون؟ أيرضى لها أن يمسك بيدها زميلها في الجامعة ويمشي بها في الطرقات؟ أيرضى لها أن تمارس الحب مع زميل لها وتجالسه وتخالطه وتبادله رسائل الغرام في غفلة من أهلها؟ وبعد أن يجيب عليه أن يعلم أن ما لا يرضاه لنفسه ما ينبغي له أن يرضاه لبنات المسلمين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِى يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ” رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
أما قضية الحب هذه فإن كان شيئاً مكتوماً في القلب فإن الله تعالى لا يؤاخذ به؛ لأنه سبحانه عفا لهذه الأمة عما حدثت به نفسها؛ وأما إن كان هذا الأمر يحملهما على ممارسة ما حرم الله من التلذذ بالنظر أو الخلوة أو الحديث فيما بينهما أو غير ذلك من المحرمات فإنهما بذلك يكونان منتهكين لحرمات الله خائنين متعديين للحدود جالبين على أنفسهما سخط الله وغضبه. والله تعالى هو الموفق والمستعان.