أجعل لك صلاتي كلها
المطلوب معرفته ان اجعل صلاتي كلها للرسول صلى الله عليه وسلم معناها الا اسبح اي تسبيح اخر لا أقول سبحان الله و بحمده ولا أقول سبحان الله العظيم و لا أقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير و هكذا؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
الحديث رواه أحمد وابن أبي شيبة وابن أبي عاصم في الزهد والبيهقي في شعب الإيمان عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلَاتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ؟ قَالَ: (إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وآخرتك) والحديث إسناده حسن، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية، فيما نقله ابن القيم في “جلاء الأفهام” ص 79، عن تفسير هذا الحديث فقال: كان لأُبي بن كعب دعاءٌ يدعو به لنفسه، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل يجعل له منه ربعَه صلاةً عليه، فقال: “إنْ زِدْتَ فهو خيرٌ لك” فقال: النصفَ؟ فقال: “إن زدتَ فهو [خير لك ” إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلَّها، أي: أجعلُ دعائي كلَّه صلاةً عليك، قال: ” إذاً تُكفَى همَّك، ويُغفَر لك ذنبُك” لأن مَن صلَّى على النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشراً، ومن صلَّى الله عليه، كفاه همَّه، وغفر له ذنبه.ا.هــــ وقد روى الترمذي في جامعه والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة بسند حسن عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ رُبْعُ اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ (أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ) قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ؛ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي؟ قَالَ (مَا شِئْتَ) قَالَ: الرُّبُعَ؟ قَالَ (مَا شِئْتَ وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ) قَالَ: النِّصْفَ؟ قَالَ (مَا شِئْتَ وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ) قَالَ: الثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ (مَا شِئْتَ وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ) قَالَ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ) قال الطيبي في شرح مشكاة المصابيح: المعنى كم أجعل لك من دعائي الذي أدعو به لنفسي، ولم يزل يعارضه ليوقفه علي حد من ذلك. ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم أن يحد له في ذلك حداً؛ ئلا تلتبس الفضيلة بالفريضة أولا، ثم لا يغلق عليه باب المزيد ثإنياً، فلم يزل يجعل الأمر فيه مراعياً لقرينة الترغيب والحث علي المزيد حتى قال: ((إذا أجعل لك صلاتي كلها))، أي أصلي عليك بدل ما أدعو به لنفسي، فقال: ((إذاً يكفي همك)) أي ما يهمك من أمر دينك ودنياك؛ وذلك لأن الصلاة عليه مشتملة علي ذكر الله تعالي وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم، والاشتغال بأداء حقه عن مقاصد نفسه، وإيثاره بالدعاء علي نفسه، وما أعظمها من خلال جليلة الإخطار، وأعمال كريمة الآثار! وأرى هذا الحديث تابعاً في المعنى لقوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن ربه عز وجل: ((من شعله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)).
وأقول: قد تقرر أن العبد إذا صلي مرة علي النبي صلى الله عليه وسلم صلي الله عز وجل عليه عشرة، وأنه إذا صلي وفق الموافقة لله، ودخل في زمرة الملائكة المقربين في قوله تعالي: {إن الله وملائكته يصلون علي النبي}. فأنى يوازي هذا دعاءه لنفسه!.ا.هــــــ فليس المقصود ترك الأذكار الأخرى من التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد وقراءة القرآن، بل المراد أن الوقت الذي يخصصه الإنسان للدعاء لنفسه يجعله كله للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فلا يفوته شيء بل يعطى أفضل مما لو دعا لنفسه، والله تعالى أعلم.